والجزية شرعًا: هي الوظيفة المأخوذة من الكافر؛ لإقامته بدار الإسلام في كل عام.
تاريخ الجزية: إن الجزية ليس من محدثات الإسلام, بل هي قديمة من أول عهد التمدن القديم, وقد وضعها يونان أثينا على سكان سواحل آسيا الصغرى, حوالي القرن الخامس قبل الميلاد, مقابل حمايتهم من هجمات الفينيقيين, وفينيقيا يومئذ كانت تابعة لبلاد الفرس, فهان على سكان تلك السواحل دفع المال في مقابل تلك الحماية, والرومان وضعوا الجزية على الأمم التي أخضعوها لحكمهم, وكان الفرس أيضًا يجبون الجزية من رعاياهم, ومن الممكن الرجوع في هذا إلى كتاب (تاريخ التمدن الإسلامي) الجزء الأول صفحة 169 وما بعدها, للأستاذ جورجي زيدان, طبعة 1902 مطبعة الهلال مصر.
أسباب وضع الجزية:
إن السبب الذي من أجله شُرعت الجزية كان مثار خلاف بين الفقهاء كما يلي:
أولًا: البعض يقول الجزية بدل الحماية:
يرى البعض أن الجزية فرضت على أهل الذمة بدل الحماية, وأنهم يعفون منها عند عدم الحماية, واستدلوا على ذلك بما جاء في كتاب (خالد بن الوليد) لصلوبة بن نصتونة, حينما دخل الفرات, والذي جاء فيه: إني عاهدتكم على الجزية, والمنعة, فلك الذمة, والمنعة, وما منعناكم فلنا الجزية, وإلا فلا, أي أنه في هذا يبين أنه يأخذ منهم الجزية مقابل حمايته من أي اعتداء.
ويقول الماوردي في كتابه (الأحكام السلطانية):