يقوم بها من الجيوش والعمال, وأطلق لفظ الديوان بعد ذلك على جميع سجلات الحكومة وعلى المكان الذي يجلس فيه القائمون على هذه السجلات.

هكذا كان عمر وضع عمر أول ديوان في الإسلام للخراج والأموال بدمشق، والبصرة، والكوفة، على النحو الذي كان عليه قبله. وقيل: إن أول ديوان وضع في الإسلام هو ديوان الإنشاء. وداوين الشام تكتب بالرومية، ودواوين العراق بالفارسية, وداوين مصر بالقبطية يتولاها النصارى والمجوس دون المسلمين. والسبب في تدوين الدواوين أن عامل عمر على البحرين أتاه يومًا بخمسمائة ألف درهم فاستعظمها, وقال: هي كثيرة جعل عليها حراسًا في المسجد. فأشار عليه بعض من عرفوا فارس والشام أن يدون الدواوين يكتبون فيها الأسماء, وما لكل واحد وجعل الأرزاق مشاهرة, يعني: كل شهر, وجعل عمر تابوتًا أي صندوقًا لجمع صكوكه ومعاهداته, وجند الأجناد أي: ألف الفيالق فكان هناك جنود في فلسطين, وفي الجزيرة والموصل وغير ذلك.

ولما أرسل عبد الله بن مسعود إلى العراق وزيرًا ومعلمًا مع عمار بن ياسر الذي ولاه الإمارة كتب إلى أهل العراق, وقد جعلت على بيت مالكم عبد الله بن مسعود, وآثرتكم به على نفسي, وقد يبعث إلى بعض الأقطار عاملًا على الصلاة والحرب، ويسميه أميرًا, وعاملًا على القضاء وبيت المال، ويسميه معلمًا ووزيرًا, أو يجمع للعامل بين الصلاة والخراج كعامل مصر, وتقسيم العمالات في الشام يختلف عن اليمن، وعامل البحرين لا يكون كعامل اليمامة, وقد يبعث أناسًا لمساحة الأرض، وأناسًا لتقدير الخراج، وآخرين لإحصاء الناس, وقال لعاملين له: "توليا مساحة العراق ووضع الخراج على سوادها" قال لهما: "أخاف أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطبيقه, لئن سلمني الله لأدعنّ أرامل العراق لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015