يحتجن إلى رجل بعدي أبدًا". وقال: "اللهم إني أشهدك على أمراء الأنصار, فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم, وسنة نبيهم, ويعدلوا عليهم ويقسموا فيئهم بينهم, ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمورهم".
وكان يرزق العامل بحسب حاجته وبلده وكان أبو بكر يساوي الناس في العطاء ولا يفضل أهل السابقة في الإسلام, ويقول إنما عملوا لله فأجورهم على الله, وإنما هذا المال عرض عارض يأكله البر والفاجر وليس ثمنا لأعمالهم, وكان عمر يقول: لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه, فرضوان الله تبارك وتعالى عليك يا عمر.
بعد سيدنا عمر -رضوان الله تبارك وتعالى عليه- تولى عثمان -رضي الله عنه- الخلافة, ولما تولى عثمان الخلافة لم يغير من سياسة عمر المالية، وإن كان قد سمح للمسلمين باقتناء الثروات، وتشييد القصور، وامتلاك المساحات الشاسعة من الأراضي, فقد زالت عن المسلمين شدة عمر التي كانت ترهبهم وتخيفهم، والتي كانت تحول دون الكثير مما يشتهون, وكان عهده عهد رخاء على المسلمين، وقد أدى هذا الرخاء إلى ارتفاع الأسعار, أي: عهد سيدنا عثمان -رضي الله تبارك وتعالى عليه.
وفي عهد عثمان كثرت الأموال وزادت الإيرادات, فرأى -رضي الله تبارك وتعالى- في الخراج والجزية غناء له عن أن يشغل نفسه بجمع الصدقات فعهد إلى