الجدد ما سمعوا من إرشاد وتوجيه إلى أهلهم وذويهم في مكة وغيرها.

8 - حجة الوداع:

خرج رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهر ذي الحجة من السَّنَةِ العَاشِرَةِ للهجرة، إلى مكة المكرمة وَحَجَّ بالناس، وكان معه جمع عظيم يبلغ تسعين (?) ألفًا، ووقف في عرفة في هذه الجموع الكثيرة وخطب خطبة جامعة بَيَّنَ فيها كثيرًا من الأحكام، منها حرمة دماء المسلمين وأموالهم، وأداء الأمانة، ووضع ربا الجاهلية وإبطاله، كما وضع دماء الجاهلية التي كانت بينهم ومنع العادات الباطلة ... ومنع النسيء تأكيدًا لما في كتاب الله، وَبَيَّنَ بعض حقوق الرجال وحقوق النساء وحث على حُسْنِ مُعَامَلَتِهِنَّ ... ومنع الوصية للوارث ...

لقد كانت هذه الخطبة الجامعة من أهم العوامل في انتشار السُنَّةِ بين القبائل العربية، لأنه سمعها عدد كبير جِدًّا، ونقلوها إلى الآفاق، طِبْقًا لما جاء فيها من قوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَلاَ هَلْ بَلَّغتُ؟ اللهُمَّ فَاشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغْ الشَاهِدُ مِنْكُمْ الغَائِبَ» (?).

9 - الوفود بعد الفتح الأعظم وَحَجَّةِ الوداع:

بعد فتح مكة أقبلت وفود العرب من سائر أطراف الجزيرة العربية يبايعون الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَنْضَمُّونَ تحت لواء الإسلام، وتتابعت هذه الوفود وكثرت بعد حجة الوداع، وكان رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرحب بالوافدين، ويعلمهم الإسلام، وَيُزَوِّدَهُمْ بنصائحه وإرشاداته، وكانت بعض الوفود تقيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015