فقد اشتهر أنه أرسل رسله إلى قيصر الروم (?)، وإلى أمير بُصْرَى، وإلى الحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمَّرْ أمير دمشق من قبل هرقل، وإلى المقوقس أمير مصر من قبل هرقل يدعوهم إلى الإسلام، كما وجه كتبه إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى المنذر بن ساوى ملك البحرين، وأرسل كتبه ورسله إلى عُمَانَ وَاليَمَامَةَ وغيرها ... وكان الرسل يجيبون عما يسألهم عنه الملوك والأمراء ورؤساء القبائل، وَيُبَيِّنُونَ لهم الإسلام وغاياته على ضوء ما يزودهم به الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - من التوجيه والإرشاد، وكان - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - يولي على كل قوم قبلوا الإسلام كبيرهم، ويمدهم بمن يُفقِّهُهُمْ وَيُعَلِّمُهُمْ.
7 - غزوة الفتح (الفتح الأعظم).
في سَنَةِ ثمان من الهجرة نقضت قريش صلح الحديبية، فدعا رسول الله القبائل المسلمة أن تحضر رمضان في المدينة، وانطلق بعشرة آلاف (?) مجاهد إلى مكة، ففتحها وقوض الوثنية وَحَطَّمَ الأصنام، ثم قام خطيبًا في ألوف المسلمين والمشركين فعفا عن أعدائه الذين اضطهدوه وآذوه. ثم أعلن كثيرًا من الأحكام، منها أَلاَّ يقتل مسلم بكافر، ولا يتوارث أهل مِلَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ، ولا تُنكح المرأة على عمَّتها أو خالتها ... ثم أقبل الناس يبايعون رسول الله - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - ...
لقد كان فتح مكة حدثًا تاريخيًا عظيمًا، نقله جموع غفيرة، ونقلت معه خطبة الرسول الكريم - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - إلى الآفاق، كما نقل المسلمون