- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، لأنه الخليفة الذي بايعته الأمة بعد مقتل عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، وحزب معاوية قام مطالبًا بدم عثمان، وانتهى به الأمر إلى طلب الخلافة، وممارسة الحكم فعلاً بعد التحكيم، والخوارج قوم من شيعة أمير المؤمنين عَلِيُّ انشقوا عنه لأنه قبل التحكيم ونادوا (لاَ حُكْمَ إِلاَّ للهِ)، ونقموا على معاوية لأنه يريد أن يتولى أمر المؤمنين، وهذا لا يكون إلا بالشورى بينهم، وكان هؤلاء أشداء أقوياء، جلهم من العرب الجفاة القساة، وكان لأمير المؤمنين عَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - معهم مواقع كثيرة وحروب دامية مدة خلافته، كما كان لهم أثر بعيد في إقلاق مضاجع خلفاء بني أمية طيلة الحكم الأموي.
وبعد استشهاد عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قام بعض شيعته يطالبون بحقهم في الخلافة.
وهكذا نشأت الأحزاب والفرق التي اتخذت شكلاً دينيًا كان له أبلغ الأثر في قيام المذاهب الدينية في الإسلام (?). وقد حاول كل حزب أن يدعم ما يَدَّعِي بالقرآن والسنة، ومن البدهي ألا يجد كل حزب ما يؤيد دعواه في نصوص الحديث بما لا تحتمله، إلا أن هذا لم يحقق ما يرمون إليه، ولم يجد بعضهم إلى تحريف القرآن أو تأويله سبيلاً، لكثرة حفاظه، فتناولوا السُنَّةَ بالتحريف وزادوا عليها، ووضعوا على رسول الله ما لم يقل (?)، ونشطت حركة الوضع مع الزمن، حتى اختلط الحديث الصحيح بالموضوع، وظهرت أحاديث موضوعة في فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم من رؤساء الفرق وزعماء الأحزاب، ثم ظهرت