بقي الحديث النبوي صافيًا لا يعتريه الكذب، ولا يتناوله التحريف والتلفيق طول اجتماع كلمة الأمة على الخلفاء الأربعة الراشدين، قبل أن تنقسم إلى شيع وأحزاب، وقبل أن يندس في صفوفها أهل المصالح والأهواء وكانت المبادرة الأولى التي ترتبت عليها الاضطرابات الكثيرة في القرن الهجري الأول هي فتنة عثمان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - واستشهاده، فقد هزت العالم الإسلامي هزة عظيمة، وأورثت الأمة عواقب وخيمة، امتدت آثارها إلى يومنا، ثم اجتمعت - بعد الفتنة - كلمة المسلمين على أمير المؤمنين عَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -، إلا أن الأحداث كانت أقوى من أن تفسح للهدوء والسلام سبيلهما إلى الدولة آنذاك، فحصل انقسام كبير في صفوف الأمة، تجسم في معسكر أمير المؤمنين عَلِيٌّ الذي انطوى تحت جناحه أهل الحجاز والعراق، ومعسكر أمير الشام معاوية الذي انضم إليه أكثر أهلها وأهل مصر.
وقد جر هذا الانقسام على الأمة الحروب الطاحنة، وما لبث أن انتهى بالتحكيم الذي كان سببًا لظهور فرق سياسية مختلفة (?)، فالجمهور يؤيدون عَلِيًّا