قال الأصمعيُّ (ت 216 هـ) - رحمه الله -: اختصم روميٌّ وفارسيٌّ في الطعام، فحَكَّما بينهما شيخاً قد أكلَ طعام الخُلفاء، فقال: أمَّا الرُّومِيُّ فذهب بالحشو والأحشاء، وأما الفارسيُّ فذهب بالبارد والحَلْواء. (?)
قال العلامة: كُرد علي (ت 1382 هـ) - رحمه الله -: (الأطعمة في الأمم تابعة لحضارتها، تكون بسيطة في الأمة البدوية ومركبة منوعة في الأمة الحضرية كما هي إلى السذاجة في الريف والتنوع في المدن.
وذكَر أن أطعمة العرب: «سكان جزيرة العرب من تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن»، في جاهليتها على النزر القليل الذي انتهى إلينا من أخبارها قبل الإسلام، كانت إلى السذاجة والفطرة خصوصاً في البلاد التي هي إلى الإجداب أقرب منها إلى الإخصاب؛ لقلة أمطارها وعصيان تربتها على الاستنبات.
إلى أن قال:
ومهما يكن فإنَّ العقل يحكم بأن عرب الشام كغسَّان كانوا لمجاورتهم للروم يأخذون عنهم كل شيء طريف ولقمة كريمة ومضغة شهية أكثر من عرب الحجاز، وإنه كان لعرب الحيرة من المطاعم ما ليس لأهل نجد؛ لقرب بلاد الأولى من بلاد الأكاسرة، وأخذِهم عنهم رفاهة العيش، والناعم من الطعام؛ ومَطاعمُ العرب في جملتها لا تتعدى اللحوم والألبان والبر والتمر.