ومن لم يجد الماء شرِبَ المجدوح والفَظَّ ... ثم ذكر ابن قتيبة: أن أهل الثروة من العرب على خلاف ماعليه الصعاليك والعُثرُ ...
وردَّ على من عابهم بتَركِ طيِّب الأطعمة والأطبخة وحُسْن الأدب عند الأكل قال: فهذا لعمري هو الأغلب على مَن الأغلبُ عليه الفقر، فأما ذوو النعمة واليسار والأقدار فقد كانوا يعرفون أطايب الطعام، ويأكلونها، ويأخذون بأحسن الأدب عليها ... ثم ذكر أمثلة عليها: المضيرة والوشيقة والهريسة والعصيدة ... (?)
في «عيون الأخبار» لابن قتيبة (ت 276 هـ) - رحمه الله - فصول ماتعة عن الأطعمة عند العرب (3/ 197 ـ 299) ـ ط. الكتب المصرية ـ، وفي غيرها من كتب الأدب المرتبة على الموضوعات. (?)
ولمحمود شكري الآلوسي (ت 1342 هـ) - رحمه الله - كلام جميل عن مطاعم العرب، ومن كلامه: (وكان لهم شغل شاغل عن الاعتناء بأمر المأكل؛ لاضطراهم إلى النقْلَة في الغالب، لرعي مواشيهم، وتشاغلهم بالحروب وغزو بعضهم بعضاً.
وأما ما كان يتعاطاه غيرُهم من التأنق في الأطعمة المتنوعة، والألوان الشهية، فلم تكن العرب تعرفها، ولا كانت تمر على أذهانهم) (?)