وفيهَا أَمر بتنصيب أَرْبَعَة قَضَاهُ نواباً لقَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين. ابْن بنت الْأَعَز فاستناب حنفياً ومالكياً وشافعياً وَلم يجد من يستنيبه من الْحَنَابِلَة فولى نَائِبا حنبلياً. وفيهَا جهز السُّلْطَان عرب خفاجة بِالْخلْعِ إِلَى أكَابِر أهل الْعرَاق وَكتب إِلَى صَاحب شراز وَغَيره يغويهم بهولاكو وألبس عدَّة من أُمَرَاء خفاجة الفتوة وجهز مَعَهم الْأَمِير عز الدّين إِلَى شراز. وفيهَا جهز السُّلْطَان فِي الْبَحْر جمَاعَة من البنائين والنجارين والنشارين والعتالين وعدة أخشاب وَغَيرهَا من الْآلَات برسم عمَارَة الْحرم النَّبَوِيّ. وعملت كسْوَة الْكَعْبَة على الْعَادة وحملت على البغال وطيف بهَا فِي الْقَاهِرَة ومصر وَركب مَعهَا الْخَواص وأرباب الدولة والقضاة وَالْفُقَهَاء والقراء والصوفية والخطاء وَالْأَئِمَّة. وسفرت إِلَى مَكَّة فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال وفوضت عمَارَة الْحرم لزين بن البوزي. وفيهَا جمع الفرنسيس ملك الفرنج عساكره يُرِيد أَخذ دمياط فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَصْحَابه يقْصد تونس أَولا ليسهل أَخذ دمياط بعْدهَا. فَسَار إِلَى تونس ونازلها حَتَّى أشرف على أَخذهَا فَبعث الله فِي عسكره وباء هلك فِيهِ هُوَ وعدة من أكَابِر أَصْحَابه وَعَاد من بَقِي مِنْهُم. الْأَمِير الْكَبِير مجير الدّين أَبُو الهيجاء بن عِيسَى بن خشترين الأركسي الْكرْدِي بِدِمَشْق. وَتُوفِّي عز الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الرسغي الْحَنْبَلِيّ شيخ الْبِلَاد الجزرية بسنجار عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين. وَتُوفِّي علم الدّين أَبُو مُحَمَّد بن أَحْمد بن موفق جَعْفَر المرسي اللوري بِدِمَشْق وَقد انْتَهَت إِلَيْهِ مشخية الإقراء عَن سِتِّينَ سنة.