فتيامن النَّاس بعوم السُّلْطَان وعدوا ذَلِك من حَملَة سعادته. وَمن صِحَة عقيدته أَنه لما بلغه قَول الْعَوام أَن النّيل زَاد هَذِه الزِّيَادَة الْبَالِغَة لكَونه سبح فِيهِ فَقَالَ: لَو علمت أَن ذَلِك يَقع لما سبحت فِيهِ لِئَلَّا يضل الْعَوام بذلك. وَفِي عشرينه: خلع على صارم الدّين إِبْرَاهِيم ابْن الْوَزير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الحسام الصقري بوظيفة حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن صدر الدّين بن العجمي فباشرها وَهُوَ يتزيا بزِي الْجند وَقد الْتزم بِحمْل ألف دِينَار يجبيها من الباعة وَنَحْوهم فَلم تحمد مُبَاشَرَته. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشرينه: ركب السُّلْطَان النّيل للنزهة بِهِ فزار الْآثَار النَّبَوِيَّة وبر من هُنَاكَ من الْفُقَرَاء بِمَال ثمَّ توجه إِلَى المقياس بالروضة فصلى الْجُمُعَة بِجَامِع المقياس ورسم بهدمه وبنائه وتوسعته وترميم بِنَاء رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة أَيْضا. ثمَّ ركب من الجزيرة الْوُسْطَى إِلَى الميدان الناصري وَبَات بِهِ. وَركب من الْغَد يَوْم السبت إِلَى القلعة. وَفِي ثَالِث عشرينه: وجد بكرَة النَّهَار خَارج الْقَاهِرَة فرسَان فقيدا إِلَى بَيت الْأَمِير يشبك الأستادار فعرفا أَنَّهُمَا من خيل ابْن العجمي الْمُحْتَسب وَذَلِكَ أَنه نزل بلبيس يَوْم السبت أمسه وفقد مِنْهَا عشَاء. فارتجت الْقَاهِرَة بِأَنَّهُ قتل وَخرج نِسَاءَهُ مسبيات يصحن صعدن القلعة إِلَى السُّلْطَان ووجهوا التُّهْمَة بقتْله إِلَى ابْن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ فَأنْكر السُّلْطَان أَن يكون قتل وَقَالَ: هَذِه حِيلَة عَملهَا وَقد اختفي بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بعث للكشف عَن قَتله من أَرْبَاب الأدراك فَلم يُوقف بِهِ على خبر. وَنُودِيَ فِي سَابِع عشرينه بتهديد من أخفاه عِنْده وترغيب من أحضرهُ. فَظهر فِي آخر النَّهَار أَنه بعث إِلَى أَهله كتابا يتَضَمَّن أَنه من خَوفه على نَفسه مضى على وَجهه. فَطلب زوج ابْنَته وعوقب على إِحْضَاره ثمَّ سجن. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير علمَان بن طر عَليّ قرايلك كبس على بير عمر حَاكم أرزنكان من قبل قرا يُوسُف وأمسكه وَقَيده هُوَ وَأَرْبَعَة وَعشْرين من أهلة وَأَوْلَاده وَقتل سِتِّينَ رجلا وغنم شَيْئا كثيرا.