وَفِي غده يَوْم الثُّلَاثَاء: نُودي على النّيل بِزِيَادَتِهِ اثْنَي عشر إصبعا بَعْدَمَا رد النَّقْص وَهُوَ قريب من سبع وَعشْرين إصبعاً فتباشر النَّاس باستجابة دُعَائِهِمْ ورجوا رَحْمَة الله وَقدم الْخَبَر بنزول قرا يُوسُف على بَغْدَاد وَقد عَصَاهُ وَلَده شاه مُحَمَّد فحاصره ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى خرج إِلَيْهِ فأمسكه واستصفى أَمْوَاله وَولى عوضه ابْنه أَصْبَهَان أَمِير زاة ثمَّ عَاد إِلَى تبريز لحركة شاه رخ بن تمرلنك عَلَيْهِ. وَفِي تَاسِع عشرينه: خلع على الْأَمِير مقبل الدوادار وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ بِنَظَر الْجَامِع المؤيدي فَنزلَا إِلَيْهِ وتفقدا أَحْوَاله. شهر رَجَب أَوله السبت: فِي ثَالِث عشره: أدير محمل الْحَاج على عَادَته وَفِي نصفه: استدعى السُّلْطَان بخلعة لكاتب سر صفد وبعثها إِلَى الْأَمِير مقبل الدوادار وَأمر أَن يطْلب صدر الدّين أَحْمد بن العجمي محتسب الْقَاهِرَة إِلَى دَاره ويلبسه الخلعة ويخرجه إِلَى صفد فَأحْضرهُ فِي الْحَال وَألبسهُ الخلعة وَأمره بالتوجه من الْقَاهِرَة إِلَى صفد فَتوجه إِلَى دَاره وانجمع عَن التحدث فِي الْحِسْبَة وَأخذ يسْعَى فِي الْإِقَامَة فِي الْقَاهِرَة بطالاً. فرسم السُّلْطَان أَن يخرج إِلَى الْقُدس بطالا فَسَار فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشره. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشره: نزل السُّلْطَان إِلَى بَيت كَاتب السِّرّ المطل على النّيل ليقيم بِهِ على عَادَته وَنزل الْأُمَرَاء بالدور من حوله. وَصَارَت الْخدمَة تعْمل هُنَاكَ. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشره: سبح السُّلْطَان فِي النّيل مَعَ خاصته من بَيت كَاتب السِّرّ إِلَى منية السيرج ثمَّ عَاد فِي الحراقة وَكثر التَّعَجُّب من قُوَّة سبحه مَعَ زمانة رجله وعجزه عَن الْقيام لكنه يحمل على الأكتاف وَيَمْشي بِهِ أَو يوضع على ظهر الْفرس ثمَّ يحمل وَينزل عَنْهَا. وَلما أَرَادَ السباحة أقعد فِي تخت من خشب وأرخي من أعلا الدَّار بحبال إِلَى المَاء فَلَمَّا عَاد رفع بِهِ فِي التخت كَذَلِك حَتَّى جلس على مرتبته. فَنُوديَ من الْغَد يَوْم الْخَمِيس بِزِيَادَة ثَلَاثِينَ إصبعاً وَلم يزدْ فِي هَذِه السّنة مثلهَا جملَة