الْأَمِير دواوين بن دلغادر مَعَ الْأُمَرَاء وَتَأْخِير ابْن قرمان. ثمَّ نَهَضَ السُّلْطَان قَائِما إِلَى الْقصر وأحضر ابْن قرمان وأنعم على دَاوُد وأركب هُوَ ومملوك أَبِيه قانباي بالقماش الذَّهَب. ورتب لَهُ مَا يَلِيق بِهِ. ثمَّ أَمر بِابْن قرمان فَجَلَسَ ولامه السُّلْطَان على تعرضه لطرسوس وشرهه لما أوجب وُقُوعه فِي الْأسر. ووبخه على قَبِيح سيرته وتعرضه لأخذ أَمْوَال رَعيته وعَلى خيانته لكرشجي بن عُثْمَان متملك برصا وإحراقه بعض بِلَاده بعد مَا من عَلَيْهِ وَأطْلقهُ. فَسَأَلَ الْعَفو. ثمَّ قَالَ: لمن يُعْطي مَوْلَانَا السُّلْطَان الْبِلَاد فَضَحِك مِنْهُ وَقَالَ لَهُ: وَمَا أَنْت والبلاد. ثمَّ أَمر بِهِ فَأخْرج إِلَى الاعتقال فسجن بالقلعة. وَأمر السُّلْطَان بِأَن يكْتب ابْن قرمان إِلَى نوابه بالبلاد القرمانية أَن يسلمُوا مَا بقى بِأَيْدِيهِم مِنْهَا إِلَى نواب السُّلْطَان وَأعلم أَنهم مَتى لم يسلمُوا مَا قد بَقِي بِأَيْدِيهِم مِنْهَا إِلَى نواب السُّلْطَان وَإِلَّا قتل فَكَانَ هَذَا الْيَوْم من الْأَيَّام المشهودة. وَفِيه قدم مبشرو الْحَاج وأخبروا بِأَن الوقفة بِعَرَفَة كَانَت يَوْم الْأَرْبَعَاء بِخِلَاف مَا كَانَت بِمصْر. وأخبروا بِأَن حَاج الْعرَاق لم يَأْتُوا. وَأَن الغلاء شَدِيد بِمَكَّة وَأَن الغرارة الْقَمْح أبيعت بِخَمْسَة وَعشْرين دِينَارا وَهِي سبع ويبات مصرية. ثمَّ انحطت لما قدم الْحَاج إِلَى عشر دِينَارا. وَأَن السّمن وَالْعَسَل وَاللَّحم فِي غَايَة الْقلَّة لعدم الْمَطَر. وَأَن مَسْجِدي مَكَّة وَالْمَدينَة قد تشعثا وَيخَاف خرابهما. وَأَن الْجَانِب الشَّامي من الْكَعْبَة قد آل إِلَى السُّقُوط. وَفِي ثالثه: قدم الأميران ألطنبغا القرمشي وطوغان أَمِير أخور كَبِير من الْحجاز فَكَانَت مُدَّة غيبتهما تِسْعَة وَخمسين يَوْمًا. وَفِي رابعه: ركب السُّلْطَان للصَّيْد وَعَاد من يَوْمه. وَقدم على بار - أحد الْأُمَرَاء الأينالية من التركمان - فَأكْرمه السُّلْطَان وأنعم عَلَيْهِ. وجهز الْأَمِير قجقار القردمي رَسُولا إِلَى ابْن عُثْمَان متملك برصا وعَلى يَده كتاب يتَضَمَّن الْقَبْض على ابْن قرمان واعتقاله. وَفِيه اسْتَقر الْأَمِير شاهين الزردكاش نَائِب حماة فِي نِيَابَة طرابلس. وَاسْتقر فِي نِيَابَة حماة عوضه الْأَمِير أينال السيفي نَائِب غَزَّة. وَاسْتقر عوضه فِي نِيَابَة غَزَّة الْأَمِير أركماس الجلباني أحد الْأُمَرَاء مقدمي الألوف بديار مصر. وَأَفْرج عَن الْأَمِير نكباي من سجنه بقلعة دمشق وَاسْتقر فِي نِيَابَة طرسوس وإحضار نائبها الْأَمِير تاني بك إِلَى حلب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015