المتصوفة وَأقَام بهَا وَصَارَ يَلِي الْمدرسَة الكججانية الَّتِي بالشرف الْأَعْلَى خَارج دمشق. فَلَمَّا قدمهَا الطاغية تيمورلنك اتَّصل بِهِ فَبَعثه فِي الرسَالَة إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَيْهِ وَقد أثرى وَحسنت حَاله فَلم يجد مِنْهُ إقبالاً وتنكر لَهُ فَعَاد إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى بِلَاد الرّوم واتصل بالأمير مُحَمَّد باك بن قرمان وَأقَام عِنْده. ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام المؤيدية. واتصل بالسلطان فولاه نظر الْأَوْقَاف فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد تزيا بزِي الأجناد وَصَارَ يُخَاطب بالأمير فَسَاءَتْ سيرته وقبحت الأحدوثة عَنهُ بِأَخْذِهِ الْأَمْوَال حَتَّى ولي الْهَرَوِيّ الْقَضَاء أَخذ مِنْهُ مَالا وكف يَده عَن الْأَوْقَاف فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَأطلق لِسَانه فِي الْهَرَوِيّ ورماه بعظائم. وَوضع مِنْهُ بعد مَا كَانَ مبالغ فِي إطرائه ويتجاوز الْحَد فِي تَعْظِيمه. وَمَات على ذَلِك بعد مرض طَوِيل. وَمَات عز الدّين عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر بن نصير البُلْقِينِيّ أحد خلفاء الحكم بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشْرين جُمَادَى الأولى. كَانَ فَقِيها شافعياً. عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول والعربية رضى الْخلق نَاب فِي الحكم من سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسبع مائَة. وَمَات عَليّ بن أَمِير جرم بِبِلَاد الْمُقَدّس فِي وقْعَة بَينه وَبَين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر شيخ جبل نابلس فِي رَابِع عشر شَوَّال. وَكَانَ كثير الْفساد. وَقتل أَيْضا صَدَقَة بن رَمَضَان أحد أُمَرَاء التركمان قَرِيبا من سيس فِي شَوَّال. وَقتل بِالْقَاهِرَةِ مُحَمَّد بن بِشَارَة شيخ جبال صفد فِي يَوْم السبت آخر شَوَّال. وَمَات الْأَمِير سودن القَاضِي نَائِب طرابلس فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَمَات الْأَمِير أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن السُّلْطَان فِي عَاشر ذِي الْحجَّة. وَدفن بالجامع المؤيدي. وَمَات خصر بن مُوسَى شيخ عربان الْبحيرَة فِي يَوْم عيد الْفطر. وَسطه الْأَمِير طوغان التاجي نَائِب الْبحيرَة. وَمَات أَحْمد بن بدر شيخ عربان الْبحيرَة فِي تَاسِع شعْبَان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015