الأردب وَالشعِير إِلَى مِائَتَيْنِ وَخمسين والفول إِلَى مِائَتَيْنِ وَعشرَة. وَذَلِكَ أَن فصل الخريف مضى وَلم يَقع مطر بِالْوَجْهِ البحري فَلم ينجب الزَّرْع وأتلفت الدودة كثيرا من البرسيم المزروع حَتَّى أَنه تلف بهَا من نَاحيَة طهرمس وقرية بجانبها ألف وسِتمِائَة فدان. وَتلف بعض الْقَمْح أَيْضا. هَذَا وَقد شَمل الخراب قرى أَرض مصر. وَمَعَ ذَلِك فالأحوال متوقفة والأسواق كاسدة والمكاسب قَليلَة والشكاية عَامَّة لَا تكَاد تَجِد أحدا إِلَّا ويشكو سوء زَمَانه. وَقد فَشَتْ الْأَمْرَاض من الحميات وَبلغ عدد من يرد الدِّيوَان من الْأَمْوَات نَحْو الثَّلَاثِينَ فِي الْيَوْم. وَالظُّلم كثير لَا يتْركهُ إِلَّا من عجز عَنهُ. وَالْعَمَل بمعاصي الله مُسْتَمر. وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدم مهنا بن عِيسَى وَولي إمرة جرم عوضا عَن عَليّ بن أبي بكر بعد قَتله. وَعَاد إِلَى أرضه. وَكَانَ لبسه من المخيم السلطاني. شهر ذِي الْحجَّة أَوله الثُّلَاثَاء: أهل وَالسُّلْطَان بعسكره نَازل على تروجة. وَفِيه منع صدر الدّين بن العجمي محتسب الْقَاهِرَة النِّسَاء من عبور الْجَامِع الحاكمي والمرور فِيهِ. وألزم النَّاس كَافَّة أَلا يمروا فِيهِ بنعالهم فامتثل ذَلِك واستمره وتطهر الْمَسْجِد - وَللَّه الْحَمد - من قبائح كَانَت بِهِ بَين النِّسَاء وَالرِّجَال وَمن لعب الصّبيان فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ لَا يشبه الْمَسَاجِد فصانه الله بِهَذَا وَرَفعه. وَفِي خامسه: وَردت هَدِيَّة الْأَمِير عَليّ باك بن قرمان - نَائِب السلطنة بنكدة ولارندة ولؤلؤة. وَقدم الْخَبَر بِقَبض الْأَمِير جقمق نَائِب الشَّام على نكباي الْحَاجِب بِدِمَشْق واعتقاله. وانْتهى السُّلْطَان فِي مسيره إِلَى مريوط. وَعَاد فأدركه الْأَضْحَى بِمَنْزِلَة الطرانة. وَصلى بِهِ الْعِيد وخطب نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ. وارتحل من الْغَد فَنزل منبابة بكرَة الْأَحَد ثَالِث عشره. وعدى النّيل من الْغَد إِلَى بَيت كَاتب السِّرّ المطل على النّيل وَبَات بِهِ. وَدخل الْحمام الَّتِي أَنْشَأَهَا كَاتب السِّرّ إِلَى جَانب دَاره وَهِي بديعة الزي. ثمَّ عَاد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشره إِلَى القلعة وخلع على الْأُمَرَاء والمباشرين خلعهم على الْعَادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015