وَزرع بِهِ القُرْط وغرس فِيهِ النّخل وَعمر صهريجاً ومكتباً يقْرَأ فِيهِ الْأَيْتَام الْقُرْآن الْكَرِيم بقلعة الْجَبَل وَجعل عَلَيْهِ وَقفا دَارا وَعمر بهَا أَيْضا طاحوناً. وَعمر أَيْضا سَبِيلا تجاه بَاب الضِّيَافَة تَحت قلعة الْجَبَل. وخطب على مَنَابِر توزير عِنْدَمَا أَخذهَا قرا مُحَمَّد وَضرب الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم فِيهَا باسمه وبعثها إِلَى حَضرته بقلعة الْجَبَل. وخطب لَهُ على مَنَابِر الْموصل وعَلى مَنَابِر ماردين ومنابر سنجار وَأخذت عساكره دوركى وأرزنكان من أَرض الرّوم. ورثاه عدَّة من الشُّعَرَاء رَحمَه الله تَعَالَى. السُّلْطَان زين الدّين أَبُو السعادات السُّلْطَان الْملك النَّاصِر زين الدّين أَبُو السعادات فرج بن الْملك الظَّاهِر سيف الدّين أبي سعيد برقوق بن الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين آنص الجركسي ثَانِي مُلُوك الجراكسة بِمصْر جلس على تخت الْملك بقلعة الْجَبَل صَبِيحَة موت أَبِيه يَوْم الْجُمُعَة النّصْف من شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة. وَذَلِكَ أَنه اجْتمع بالقلعة الْأَمِير الْكَبِير أيتمش وَسَائِر الْأُمَرَاء وأرباب الدولة واستدعى الْخَلِيفَة وقضاة الْقُضَاة وَشَيخ الْإِسْلَام البلقينِي وَمن عَادَته الْحُضُور. فَلَمَّا تكاملوا بالإصطبل السلطاني أحضر فرج بن الْملك الظَّاهِر برقوق وخطب الْخَلِيفَة