الْبيعَة فحين تحقق ذَلِك ركب وَتقدم الْبِلَاد فَدخل الْجند صبح الْخَمِيس لنيف وَعشْرين من ربيع الاخر وَقصد مَسْجِد صرب فَبَاتَ بِهِ لَيْلَة ثمَّ فِي الْيَوْم الثَّانِي دخل قصر الْجند وَتقدم تعز من جابا هله فَلبث بِالْقصرِ نَحْو اثْنَي عشر يَوْمًا وَتقدم تعز يَوْم الثُّلَاثَاء فَلبث بهَا الى شطرها وَفِي شهر جمادي الاولى قدم ابْن شكر والفائز من تهَامَة فمرا بِبَلَد بني السبائي فأخرباها واستباحاها ثمَّ دخلا تعز يَوْم الاحد لايام بَقينَ من جمادي الاولى من السّنة ولبثا بهَا أَيَّامًا ثمَّ عَاد ابْن شكر مقطعا وَفِي شهر جمادي الاخرة خرج الظَّاهِر من عدن وَجَمِيع من مَعَه من الْعَسْكَر الى لحج والامام وَابْن الاسد وَابْن عَلَاء الدّين مرا طَرِيق صُهَيْب وطلع المدير طَرِيق الخبت وَمَعَهُ اهل اب نَحْو سِتِّينَ فَارِسًا فحين اوصلوه مَاء مِنْهُ مروا طَرِيق جرانع قَالَ لَهُم المتغلب تغيرون معي على حُدُود الظفر ننهب مِنْهَا فَأَجَابُوهُ طَمَعا وغزوا مَعَه فَلم يكادوا يظفروا بطائل فَكتب أهل الظفر الى السُّلْطَان يخبرونه بذلك فَمَا لبث أَن غزا جرانع فَلم يشْعر أَهلهَا حَتَّى هجمهم الْعَسْكَر فَخَرجُوا وقاتلوا فحين علمُوا أَنه هُوَ ضَعِيف قواهم وَقتل مِنْهُم اثْنَان وَاثْنَانِ من عَسْكَر السُّلْطَان ثمَّ هربوا حِين تحققوا ان السُّلْطَان حَاضر فانتهب مَال كَبِير مِنْهُ مَا وصل بِهِ أهل اب وَمِنْه لاهل الْبَلَد ثمَّ اصطاح أهل الْبَلَد بِهِ وسألوه الذِّمَّة فاذم عَلَيْهِم وَوصل اليه جمَاعَة من اعيانهم فاحتفظ بهم حَتَّى وصلوا تعز فادخلوا السجْن وَأما الْخَارِج فطلع حصن السمدان وَلم يخرج مِنْهُ من وَقت دخله الى عصرنا سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَذَلِكَ ان الْعَادة مِنْهُ لُزُوم الْمسكن لم يعرف قطّ بركوب فرس وَلَا خُرُوج مَعَه عَسْكَر لغزاة فاما السُّلْطَان الْمُجَاهِد فَلبث بتعز أَيَّامًا بعد اخذ حصن الشدف وَولى فِيهِ واليا من جِهَته ونقيبا وخادما يعمره فخان النَّقِيب وَجَهل الْخَادِم وأساء التَّدْبِير وَنزل السُّلْطَان تهَامَة فِي شعْبَان وَكَانَ قد اقْطَعْ ابْن اخيه حرض فَبَلغهُ انه اراد الْخُرُوج من الطَّاعَة فقصده من زبيد وَلم يزل يتلطف بِهِ