قد ومهم بذلك فجبي اهل عدن جباية عَظِيمَة واعطاهم وامرهم بِالْخرُوجِ الى لحج فتمنعوا وامروا عشْرين فَارِسًا لقبض لحج وَبهَا الْقصرى فَقَالَ لَهُم مَا اسلمها الا لاميركم فعادوا خائبين وهم الى سطرها بدعدن يظْهر مِنْهُم التغلب وَالظَّاهِر يظْهر مِنْهُ الحذر بَاقٍ فِي المنظر وَيُرِيد طُلُوع اُحْدُ الْحُصُون
وَأما السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد فانه تقدم فِي شَوَّال بلد المعازبة فاخربها وانتهب غالبها فَمَاتَ عَليّ ابْن الدويدار بفشال والمعز توفّي بالمدبي وَهُوَ مَحل للمعازبة وَقبض أَبُو بكر بن إِسْرَائِيل من فشال وَابْني اخيه اسرائيل ويوسف فَتقدم بِالْجَمِيعِ زبيد وَهلك ابْن اسرائيل بالقعدة من السّنة وَحبس ابناء اخيه بتعز فهما هُنَالك الى الان غير أَن يُوسُف توفّي على ذَلِك برجب سنة سبع وَعشْرين وَأما اسرائيل فباق الى رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وَوَصله الزعيم اليها واقطع ابْن شكر حيس وموزع وَابْن اخيه المهجم فنكر الصَّغِير وَتقدم الْكَبِير فحين مر بالكدرا ولقيه ابْن حُسَيْن اللعين اذ كَانَ واليها أَمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ بِوَجْه شنيع فَقبض وَضرب ضربا مبرحا ثمَّ تقدم بِهِ المهجم صحبته فَلم يزل يعذب بانواع الْعَذَاب كَمَا كَانَ يفعل وَاسْتحق ان يُقَال لَهُ ... اشرب بكأس كنت تشربها ... أَمر بِالْحلقِ من العلقم ... وَذَلِكَ تَصْدِيقًا لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... كَمَا تَكُونُوا يولي عَلَيْكُم ثمَّ بعد ذَلِك وَسطه وَقطع رَأسه وطيف بِهِ غير مَذْكُور بِخَير وَلَا متراحم عَلَيْهِ فَلم أرى وَلَا سَمِعت فِي عصرنا باخبث مِنْهُ سيرة فِي دينه وَلَا دُنْيَاهُ وَفِي منتصف الْقعدَة تقدم ابْن مومن الى مصر بهدية جليلة سيرت فِي الْبَحْر من سَاحل زبيد وَسَار بِنَفسِهِ برا الى سَاحل الْحَادِث فَركب مِنْهُ بحرا صَحبه الله السَّلامَة وَمن وَقت وصل الزعيم