قصدُوا جِهَة من صَبر من سَائِلَة تعرف بسعاس بِنَاحِيَة عَبْدَانِ فَقتل مِنْهُم نَحْو اربعين وعادوا مكسورين ثمَّ قبضوا على الصفرى فوسطوه وعَلى الغياث فلزموه وَذَلِكَ يَوْم السبت ثَالِث وَعشْرين رَجَب فَلَمَّا قبض الصفرى ووسط علق نصفاة بأثلة فِي سوق الْوَعْد فَلبث اياما بعد ان سحب من المحطة كَمَا تسحب الميتات فَقَالَ جمَاعَة من رَاه قد فعل هَكَذَا بِجَمَاعَة لَو لم يكن الا عبد الله الْعِيَال فانه شنقه وَدفن بعد مَوته وَأمر بنبشه وبسحبه الى المشنق واعيد عَلَيْهِ وَغَيره ولبث المصارية الى يَوْم الْخَمِيس وتحركوا على السّفر فتجهزوا عشى الْخَمِيس وَالْجُمُعَة حَتَّى كَانَ اخرهم السبت مستهل شعْبَان والغياث بن بوز تَحت حفظهم وراجع السُّلْطَان بِهِ مرَارًا وبذل على اطلاقه مَالا فَلم يقبلُوا بل سَارُوا طريقهم الَّتِي جاؤا بهَا تهَامَة فانتهبوها انتهابا شنيعا وَلما صَارُوا بزبيد حيل بَينهم وَبَين دُخُولهَا فحطوا خَارِجهَا اذ كَانَ فِيهَا وَال جيد هُوَ الشهَاب ابْن الحرتبرتي ولاه السُّلْطَان حِين تحقق خِيَانَة ابْن حُسَيْن وَذكر لَهُ بَعْضهَا فامر بلزم ابْن حُسَيْن وايداعه السجْن وتقييده فَفعل بِهِ ذَلِك وَهُوَ دون مَا يسْتَحقّهُ وَلما صَار المصريون خَارج زبيد خرجت امْرَأَته اليهم وبذلت لَهُم مَالا على استنقاذه من الاسر فلاطفوا الْوَالِي حَتَّى اخرجه لَهُم فَلَمَّا صَار مَعَهم تغلبُوا عَلَيْهِ واطلقوه من الْقَيْد وَسَار مَعَهم حَتَّى جَاوز الكدرا فَعدل الى شجينة قَرْيَة الْفُقَهَاء هَارِبا وَأقَام بهَا وَاسْتمرّ المصريون فَذكرُوا انهم فقدوه بالمحالب وَلما صَارُوا بِمَدِينَة حرض وسطوا الغياث وَلم يزل مُقَيّدا فِي رقبته باشه وَسَارُوا رَاجِعين وَفِي ثَانِي خُرُوجهمْ من تعز خرج السُّلْطَان وَمَعَهُ القَاضِي شمس الدّين وَابْن شكر وَابْن الشُّيُوع وَابْن وهيب وَهَؤُلَاء اعيان النازلين مَعَه فحط بالحوبان ثمَّ تقدم الْجند فحط بقاعها الاسفل يمنى قَرْيَة العربة ثمَّ تقدم فَبَاتَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015