.. لما تلاقينا وَقد أثمرت ... بِالْمَوْتِ اطراف غصون الرماح

وللمنايا سحب مَاؤُهَا ... يجْرِي على خد متون الصفاح

سَأَلت نفوس بَين حد الظبا ... كَالْمَاءِ يجْرِي بَين خضر البطاح

ومضمرات الْخَيل كرانها ... كراتها صب مبتلى بالملاح

فاقبلت خضراء يمانيه ... عجاجها كالمسك والند فاح

سيقيته يحمل اثقالها ... تمشي رويدا مثل مشي الرداح

يغار فِي الارواح اجفانها ... ولحظها يرنو بِحَدّ السِّلَاح

بِلَا ولي انكحت نَفسهَا ... وَلَا ينْكح الهيجا الا سفاح

ملاحها لاشته وصلهم ... وَرب وصل فِيهِ حتف متاح ... وَهِي كَبِيرَة هَذَا مَا استمليته بِهَذَا الْموضع وَكَانَ الْفَقِيه لما اخذوا من بَيته قهرا نكفه النَّاس على انهم قد اخذوا من بَيته وانه يتبعهمزبيد ويخلصهم من يَد السُّلْطَان فسرى ليلته واصبح بِمَسْجِد على بَاب الشبارق يعرف بِمَسْجِد النَّبِي فَخرج اعيان الدولة فَسَلمُوا عَلَيْهِ وسألهم عَن الملزومين فاخبروه انه طلع بهم حصن تعز فَلبث يكْتب الى السُّلْطَان على يَد بعض الاعيان يسْأَله اطلاقهم وَالْعَفو عَنْهُم فجوب لَهُ يعْتَذر عَن ذَلِك فَتقدم الْفَقِيه مَسْجِد معَاذ لبث بِهِ اياما ثمَّ عَاد بَيته واقام بِهِ محتجبا عَن النَّاس وَغلب على ظن كثير مِنْهُم ان الْفَقِيه كَانَ مساعدا فِي لَزِمَهُم وَإِنَّمَا فعل الْفَقِيه ذَلِك تبريا عَن الظَّن فَالله أعلم بِصِحَّة الْأَمر ثمَّ قدم على السُّلْطَان المبشرون بقدوم الْغَارة اليه من مصر فَوقف السُّلْطَان حَتَّى قدمُوا عَلَيْهِ يَوْم الاحد سَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَعِشْرُونَ وهم اربعة أُمَرَاء بالفي فَارس والفي رَاحِلَة واثنتين وَعشْرين الف جمل يحمل ازوادهموعتادهمواكبر امرائهم المأمورين بِطَاعَتِهِ رجل اسْمه بيبرس واخر اسْمه طيلان بعده وَلما دنوا من زبيد لَقِيَهُمْ السُّلْطَان الى القوز الْكَبِير قبلي زبيد بعسكر الْيمن فَلَمَّا دنوا مِنْهُ ترجل فعرفوه وقبلوا الارض ثمَّ سَارُوا سَاعَة وَأمرُوا بِضَرْب خيمة وسألوه الْمصير مَعَهم اليها فَصَارَ فالبسوه خلعة وعمامة ذكرُوا ان صَاحب مصر تشددها وَتركهَا فِي صندوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015