بانهم يصلونَ بَابه ويقطعهم وَيحسن اليهم فقراها النَّاصِر وناولها الاشرف فقراها وناولها الى طريطيه فَقَالَ مَا رو وَلَا اقابل وَلَا لي حَاجَة باقطاع وَقَالَ النَّاصِر والاشرف كَقَوْلِه فلاطفهم الْمفضل فَلم يقبلُوا فاشار الى عوارين زبيد باخراج ابْن طريطيه وَقَالَ فوقعوا بِهِ وسحبوه فحين رأهم النَّاصِر والاشرف فتشاورا بَينهمَا وخرجا مستسلمين عشى الْخَمِيس واركب الْجَمِيع واخذ بهم طَرِيق زبيد بدا اتِّخَاذ للفقيه ان يلحقهم الى هُنَالك فَلَمَّا صَارُوا بِالْقربِ من حيس عطفوا نَحْو طَرِيق تعز وَبَاتُوا سايرين لَيْلَة الْجُمُعَة بيومين وَلَيْلَة السبت ثمَّ دخلُوا بهم تعز يَوْم السبت تَاسِع عشر الشَّهْر وقيدوا من الحبيل والتقاهم النَّاس فَجعل اوباشهم يؤذونهم وَابْن طريطيه بِالصَّرِيحِ والملوك بالتعريض ويتهددوا ابْن طريطيه وَرُبمَا بطشوا بِهِ لَوْلَا مدافعة الْملك الْمفضل لاتوا عَلَيْهِ وَلما دنى من الْحصن قطعت امْرَأَة دبوقه وجعلتها فِي عنق كلب وَلَوْلَا دَافع عَنهُ الامير صَالح لقتل فَلبث ببرج هُوَ وَابْن عَمه الاشرف ابْن الواثق يُقَال لَهُ برج الرماد وادخل ابْن طريطيه سجن الْعَامَّة فَلبث النَّاصِر نَحْو نصف شهر وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل رَجَب وقبر يَوْم الْخَمِيس مَعَ وَالِده فِي الْمدرسَة الَّتِي احدثها بمغربة تعز بحافة الحميرا وَفِي تقدم السُّلْطَان لَهُم النّخل ولزمهم قَالَ الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن مَنْصُور العامري قصيدا مِنْهَا قَوْله فِي أَولهَا
... وعارض يَحْدُو بِهِ راعد ... يحسن فِي الجو حنين اللقَاح
يَسُوقهُ الْبَرْق باسواطه ... اذا ونى مَال عَلَيْهِ وصباح ... ثمَّ ذكر المعرك على لِسَان السُّلْطَان وَابْن اخيه الْمفضل