.. لبسوا للوغا قُلُوب حَدِيد ... جَعَلُوهُ وقاية للحديد ... وَمن عَجِيب مَا جرى انه قتل اخوين لاحدهما ابْن وللاخر بنت فزوجهما ثمَّ قتلا عقيب الاملاك فَسَأَلَ الصَّبِي تَمام الْعرس فَقَالَت الصبية لَا تعرفنِي وَلَا اعرفك حَتَّى تأتين براس اطبيا المحمودي فَقَالَ هَذَا مَالا استطيعه انا وَلَا أكبر مني ثمَّ استمرا على الهجر حَتَّى كَانَت وقْعَة الكدرا ساقته الْمَقَادِير على الصّفة الْمُتَقَدّمَة اليهم فحين علم الصَّبِي خرج فِي جمَاعَة فوقعوا بِهِ فَقَاتلهُمْ سَاعَة وقتلوه وَقَطعُوا راسه وجا الى زَوجته فَبَاتَ عروسا وَبَات بَنَات الْحَيّ يقلن فِي السمرَة
... يَا صبية قومِي العبي بالدف ... فاطبيا المحمودي وَقع فِي الْكَفّ ... وَرجع المماليك زبيد وطلق الْقصرى بولدي عَلَاء الدّين مُحَمَّد اذ كَانَ المماليك غيروه بزبيد فَلم يحفل بهم القصري وَلم يكد يفهمهم بل صَار كالشامت لَهُم وَجه وَابْن طريطيه خرج فِي لِقَاء الاشراف وليعمل فِي صلحهم فوصل بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل وراسلهم وَحصل الصُّلْح على يَد ابْن عَلَاء الدّين على ان الْقصرى يسلم عشْرين الْفَا وَفرس وَبغلة بزنار وَهُوَ يغالطه خساسة ويعيدهم بانه بقيمهم فَلَمَّا اتم الصُّلْح بَينه وَبَين الاشراف لم يحفل بهم وَلَا رفع لَاحَدَّ مِنْهُ شَيْئا الا الْقصرى فانه اعطاه فرسا بعدة جَيِّدَة وَلم يُعْط البَاقِينَ شَيْئا فَخرج المماليك الى السَّلامَة على وَجه الْغَضَب فتخشى مِنْهُم وَأمر اليهم الجمالي يصلحهم فوصل اليهم وَقعد مَعَهم وَلم يخرج الْقصرى عَن زبيد واما محطة تعز فانه لما بَلغهُمْ قَتله المماليك بالكدر الم يسْتَقرّ لَهُم قَرَار وَذَلِكَ انه بَلغهُمْ الْعلم يَوْم الْجُمُعَة لعشرين من الْحجَّة وصبروا الى الْمغرب وحملوا اعني المماليك ثمَّ ان ابْن الدويدار لم يقر لَهُ قَرَار بعدهمْ وهم بِالسَّفرِ فَنزل الله ابْن عنوان فَقَالَ لَهُ لم تروح فَقَالَ راحوا المماليك فَقَالَ يروحوا بلعنة الله وانا ارتب هَل صَبر بمحطتهم فتشكك