واستناب السنبلي فَكَانَ أَكثر اقامته فِي حيس فَلَمَّا سمع المماليك باقبال الاشراف وَغَيرهم إِلَيْهِم اجْتَمعُوا فِي الكدرا فراسلوهم يطْلبُونَ مِنْهُم مَالا فَقَالَ المماليك مَا مَعنا غيرالناشي فَلبث الاشراف اياما يسيرَة ثمَّ قدمُوا المهجم فلبثوا بهَا كَذَلِك ثمَّ قدمُوا الكدرا ولقيهم المماليك الى الْوَادي الْمَعْرُوف بجاحف وَكَانَ الاشراف فِي الف فَارس وثلثمائة فَارس وَنَحْو من الف رجل لَا غير وَذَلِكَ فِي منتصف الْحجَّة فَحصل الْحَرْب بجاحف وَقتل من الْفَرِيقَيْنِ جمع وانكسر المماليك بعد أَن قَاتلُوا قتالا لم يشْهد مثله وكسروا الاشراف وَلَوْلَا تناكفوا ونكفهم على ابْن مُوسَى وَقَالَ الى ايْنَ الْمَهْرَب فَقتل من المماليك عدَّة من اعيانهم اللثة والسراجي واريك الصارمي واطبيه المحمودي وَكَانَ يذكر انه اشجعهم واسر جمَاعَة مِنْهُم الْقصرى والصارم ابْن مِيكَائِيل ابْن الريَاحي وَلم تكن المعركة غالبه الا للمماليك لَا سِيمَا المحمودي فالقصرى وقف فرسه فَلَزِمَ وهم الاشراف بقتْله منع مِنْهُ عَليّ ابْن مُوسَى وَقَالَ مثل هَذَا لَا يقتل لَو أَن فِي أَصْحَابه عشرُون مثله لم يقم اُحْدُ بِوُجُوهِهِمْ وَأما المحمودي فَضرب على يَده حَتَّى بطلت وَخرج هَارِبا حِين انْكَسَرَ اصحابه فَوَقع فِي بلد المعازبة اَوْ غَيرهم مِمَّن كَانَ قد قتل فيهم قتلة عَظِيمَة واثر فيهم تَأْثِيرا عَظِيما وَذَلِكَ فِي المعركة فِيمَا تقدم والى ذَلِك اشار بعض من مدحه فِي قصيدة كَبِيرَة مِنْهَا مَا حفظه الممثلى ... اطبيا الْمَحْمُود فائض الْجُود فَارس الْخَيل ... بدر ملتقى ضِدّه بباس شَدِيد

علم النَّاس كَيفَ قتل الأعادي ... وحصاد الرؤوس قبل الحصيد

فعلت خيله بَاهل ذوال ... مثل فعل الرِّيَاح فِي يَوْم هود

صَيْحَة لم تذر على الأَرْض مِنْهُم ... غير طِفْل بمهده اَوْ وليد

هَذِه الصَّيْحَة الَّذِي انْزِلْ الله ... تَعَالَى من قادم فِي ثَمُود

اخذتهم صواعق التّرْك حَتَّى ... أهلكت جملَة بِغَيْر عديد ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015