رباه الامير عَبَّاس بن عَبَّاس مُحَمَّد الْمُقدم الذّكر واستخرجه فِي أَيَّام امرته وولاه اقطاعه الَّذِي أقطعه الْمُؤَيد فَخرج شهما حازما شجاعا وَولي بعد ذَلِك لحجا وابين من قبل الْمُؤَيد ثمَّ فِي أَيَّام الْمُجَاهِد ولى عدن واظهر للمجاهد نصحا صافيا فشال لَهُ طبلخانه واقطعه ابين ثمَّ فِي سنة 723 ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة فِي شعْبَان ظهر مِنْهُ الْخلاف على الْمُجَاهِد والميل الى صَاحب الدملوة فحاصر عدن ثمَّ أَخذهَا كَمَا قدمنَا وَحدث مِنْهُ مَعَ المماليك كَمَا قدمْنَاهُ وهوالان مُقيم على حِصَار تعز بهمة عالية وَذَلِكَ سلخ رَجَب سنة ارْبَعْ وَعشْرين وسبعماية
وَكَانَ المنجنيق أول من ركب فَوق الْمدرسَة الْعليا تعرف باسم السُّلْطَان ثمَّ اشتور وَجعل هُوَ المنجنيق الَّذِي وصل بِهِ عِنْد الْمدرسَة المظفرية احدهما قبليها وَالْآخر يمنيها ثمَّ اسْتمرّ الرَّمْي فَذكرُوا انه قدر فِي الْحصن الى سلخ رَمَضَان بِنَحْوِ من الفي حجرَة فاخربت وَجه الْحصن ومناظره الْعليا من قبل المغربة دون الدَّاخِلَة وَمَا كَانَ بِوَجْه الْحصن من عدينه وَفِي عَاشر شَوَّال هم المماليك باخذ المحطة ونزول التهايم فتعب ابْن الدويدار وَاجْتمعَ لَهُم وَفتح عَلَيْهِم فَقَالُوا نَحن بِلَا جامكية فَقَالَ انا اقرضكم بعض شَيْء بَيْنَمَا اكْتُبْ الى السُّلْطَان فاقرضهم الف دِينَار فضَّة فاقتسموها وبقوا وَتَقَدَّمت الى زبيد منتصف شَوَّال فَلبث بهَا أيلما وعدت وَقد كَانَ حدث بتهامة الى المعازبة لما وجدوا الشريف طَالَتْ غيبته عَن القحمة اذ هِيَ اقطاعه والعماليك ايضا الْجَمِيع بمحطة تعز هجموا القحمة واتهبوها واخربوها فَنزل الشريف وَجَمَاعَة من المماليك مغيرين ورتب الْقصرى فِي القحمة وَكَانَ مُعظم قبايلهم مَعَه فَقتلُوا فيهم طوايف وتراجعت القحمة وابتني النَّاس بهَا وَقد كَادَت تتكامل اذ اقبل الزعيم والاشراف من صعدة والمخلاف السُّلَيْمَانِي وَابْن عَلَاء الدّين وَابْن الاسد وَابْن اليسوع وَذَلِكَ انهم عيدوا الاضحي فِي المحالب وَكَانُوا قد وصلوا قبل ذَلِك كَمَا قدمنَا وَحصل بَينهم الصُّلْح واما وصولهم هَذِه الْمرة فغالبه بِتَوْفِيق الله واهتمام الزعيم وَقيل ان المتغلب على الدملوة لما تحقق مُخَالفَة المماليك لَهُ كتب الى الاشراف يحثهم على حربهم وقتالهم وبذل لَهُم مَا شَاءُوا كَانَ ذَلِك تَأْكِيدًا لتحريك الزعيم وَكَانَ ابْن طريطيه قد ترك المحطة فِي شَوَّال