الْغَالِب لم يكد يُؤثر وَرُبمَا ذكرُوا انه حصل فِي بَعْضهَا فرج ثمَّ فِي الْعشْرين من جماد الاولى تكسر وَنزل صَاحبه بُسْتَان الشَّجَرَة فَقطع مِنْهُ اخشابا جزيلة وهم على اصلاحه اذ ظهر للمجاهد مِنْهُ مَا كَانَ يَكْتُمهُ فاخرجه عَن الْحصن اخراجا جميلا وَخرج ابْن بوز الملقب بالغياث من الْحصن خداعا مِنْهُ فاقام مَعَ ابْن الدويدار اياما قَلَائِل ثمَّ تقدم الدملوة فَحلف للمتغلب عَلَيْهَا انه نَاصح ومجتهد فَكَانَ مِنْهُ مَا سَيَأْتِي وَفِي اثناء ذَلِك بعثوا من يَأْتِيهم من الدملوة بمنجيق اخر فوصل بِهِ وَمَعَهُ الافتخار ياقوت وَابْن بوز احْمَد بن مُحَمَّد الملقب بالغياث فَكَانَ لَهُ من الِاجْتِهَاد مَا يدل على قلَّة مرؤته وَعدم انسانيته اذ قَاتل الْمُجَاهِد مَعَ كَونه احسن اليه احسانا لم يسْبقهُ اليه اُحْدُ وابوه الْمُؤَيد احسن الى بني بوز احسانا بِحَيْثُ لم يذكرُوا الا بايامه بالطبلخانات والاقطاعات وَكَانَ الغياث يرْجم بالمنجنيق الى الْحصن كل يَوْم فَوق اربعين حجرَة وَاسْتمرّ الْحَال هَكَذَا الى دواخل من رَجَب
وَقد تطلع النَّفس الى أخبارابن الدويدار فَهُوَ عمر ابْن بَال بَال العلمي اذ كَانَ صَاحب دَوَاة سَيّده سنجر أرمني النَّوْع رومي الْجِنْس من المماليك المنصورية وَيعرف بالشعبي الامير الْمَشْهُور فِي الدولة المظفرية وَقد تقدم من ذكره مَا لَاق وَلما توفّي على الْحَال الْمُقدم قَامَ مَمْلُوكه هَذَا بَال بَال واخذ حملا وعلما وَخرج بِهِ لقِتَال الاشراف وَقد هموا بِقِتَال الغز وطمعوا بِصَنْعَاء حِين بَلغهُمْ موت الشّعبِيّ فباغتهم هَذَا الْمَمْلُوك وهاجمهم الْحَرْب وكسرهم كسرة شنيعة وَعَاد صنعاء مؤيدا منصورا فحين بلغ المظفر ذَلِك شقّ عَلَيْهِ واستعظم وخشى أَن يتجرأ بذلك على مَا هُوَ اعظم مِنْهُ فكتم ذَلِك بباطنه واطلع ابْنه الواثق فاقطعه صنعاء ثمَّ بعد ذَلِك بِمدَّة كتب لَهُ يَأْمُرهُ بلزمه ويودعه سجن حصن براش فَلبث بِهِ مُدَّة سِنِين ثمَّ بعد ذَلِك توفّي فَقيل أَنه عمل غزلا كَبِيرا شبه الحبال اذ كَانَ يُؤْتى لَهُ بالغزل على أَنه يعْمل مِنْهُ تكات فَلَمَّا صَار عِنْده مِنْهُ جملَة مستكثرة بِحَيْثُ ظن أَنه يصل الارض يدلى بِهِ لَيْلًا فَلَمَّا انْتهى الى طرفه نظر واذا بَينه وَبَين الارض أَكثر مِمَّا بَينه وَبَين الْموضع الَّذِي نزل مِنْهُ فترت يَده وَوَقع مَيتا وَالله أعلم وَقيل أَنه تحيد مُتَعَمدا تخشيا مِنْهُ اَوْ لأمر بلغ الْمُتَوَلِي بِصَنْعَاء يَوْمئِذٍ وَالله أعلم وَأما ابْنه عمر فَإِنَّهُ