ابعدتهم الْقوس عَن الْبَلَد ان قتل جمَاعَة من رِجَالهمْ فيهم ولد شيخهم مُحَمَّد بن زُرَيْع وجرح جمع ثمَّ فِي يَوْم الْخَمِيس لم يحصل حَرْب بل وصلوا وداروا حول الْمَدِينَة من بعد خشيَة الْقوس وَقعد ابْن علا الدّين فِي المقاضيب سَاعَة جَيِّدَة فَرَاجعه بعض عسكره بَان يزحف على الْمَدِينَة فَقَالَ مَا جِئْنَا على نِيَّة الْقِتَال بل جَاءَ كتاب الْوَالِي ابْن حُسَيْن ابْن ابراهيم وصلنا نستلم الْبَلَد وَمَعَهُ ابْن قَيْصر مساعد وَجَمَاعَة وَفِي عَشِيَّة وصل الطواشي بارع وَابْن الكاملي والورد السنبلي وَبشر الدهاني بفتيان من الشفاليت وَوصل بوصولهم عَسْكَر من الْخَيل وَالرجل فيهم جمع من السرحة فَالله يحسن الْعَاقِبَة فَلَقَد هلك الرّعية وتكلفوا الْخُرُوج عَن الطَّاعَة لشدَّة ظلم المتصرفين لَا سِيمَا رعية الْجند واظن ساير الْبِلَاد كَذَلِك وجبى الْمُجَاهِد اهل السمكر جباية كَبِيرَة لَا ذَنْب لَهُم غير قبُوله للكذب من غير تدبر ورغبة الْوَالِي وَمن عَليّ بَاب السُّلْطَان بذلك ليحصل لَهُم بِجِنْسِهِ الطمع وَلم يخَافُوا على نُفُوسهم وَلَا على سلطانهم من غضب اهل الارض بِالدُّعَاءِ وَلَا أهل السَّمَاء باستجابة الدُّعَاء وانصاف المظلومين وَكَانَ فِي الْجند وَال لَهُ فِي الخداع وَالْمَكْر بالملوك وَالنَّاس بِحَيْثُ كَانَ ياخذ من الْمُجَاهِد جامكية وَمن الظَّاهِر جامكية وَلما طلع ابْن عَلَاء الدّين بالتاريخ الْمُقدم خادعه من فتح الْبَلَد حَتَّى عَاد الدملوة خائبا ثمَّ ادب النَّاس فِي الْجند ونواحيها فجباهم لنَفسِهِ وللغيان وللسلطان مَالا جزيلا حَتَّى اضربهم ذَلِك ثمَّ عَزله السُّلْطَان بِابْن الْحِجَازِي فَلَمَّا صَار يتعز اراد الغياث هَلَاك اهل تعز فولاه حصن تعز فبدو فتشأم النَّاس بِهِ وَلم يكادوا يَخْلُو عَن تشوش غالبه مِنْهُ والشفاليت مَعَ الغياث يَنْقَلِبُون على بيُوت النَّاس وينهبونها وياخذون اخشابها ويوقدونها وَلما طَال ذَلِك مِنْهُم امسك وَالِي عدينة مِنْهُم شخصا وَذَلِكَ ثَالِث عشر صفر سنة اربعة وَعشْرين وسبعماية وَأمر بِهِ الْحَبْس فَلَمَّا صَار بالحصن اصطاح بِنَفسِهِ فَضرب الَّذِي اطلعه وخلاه فانف الاجناد من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي