فبادروا بانتزاع الْمَسَاجِد نواب بني عمرَان وَالْقَبْض عَلَيْهِم والمصادرة لَهُم فاقاموا بذلك كَاتبا يعرف بِابْن الكسارى لأمور يطول شرحها واخرجوا صهرا لَهُم يُقَال لَهُ عمر بن ابي المسعود طَاف الْبِلَاد على الْمَسَاجِد وَغَيرهَا حَتَّى انه صادر نَاسا كثيرا حَتَّى حكى ان نَاسا اخربوا مَوَاضِع بيوتها واتاهم حِين طَلَبهمْ بِمَا فِيهَا وتعطل بذلك عدَّة سبل وَاجْتمعَ فِي أول سنة مَا يزِيد على ماية الف ثمَّ اضيف اليهم الْقَضَاء ايضا واستمروا على ذَلِك وَاسْتمرّ النّظر فِي الاوقاف الى الدِّيوَان السلطاني وَرُبمَا وصل الى الْوَزير من يضمن جملَة وقف المخلاف اَوْ يعضه فَيضمن بمجلسه اَوْ نَائِبه وارتفع الى الخزانة المؤيدية من ذَلِك اموال جليلة اعْتبر الْخزَّان ذَلِك فراؤه سَبَب تناقص احوال كَثِيرَة فِيهَا وَانْقِطَاع اموال جليلة مِنْهَا وَلَقَد سَمِعت بعض الْخزَّان دارية يَقُول قيل للْملك الْمُؤَيد ان الخزانة مُنْذُ دَخلهَا مَال الْوَقْف لم يكن بركَة فَانْقَطع عَنْهَا عوايد كَثِيرَة فاعرض عَن ذَلِك لانه لَا يُصدقهُمْ وَذَلِكَ انه لما فعل لما حسن لَهُ الْفَقِيه اخذ ذَلِك وَكَانَ السُّلْطَان كثير الْبَحْث عَمَّا يرْتَفع من ذَلِك كانه مُتَّهم للوزراء اذ كَانُوا هم المعنيون بهَا وَلَا يدْخل ضَامِنا وَلَا نَائِبا الا من ارتضوه فَلذَلِك كَانَ يحصل مَعَ السُّلْطَان الْوَهم اذ لم يقدروا على رفع مَا رَفَعُوهُ أَولا اذ الْوَقْف لم يكن بهَا بركه وَانْقطع عَنْهَا عوايد كَثِيرَة وَلَقَد كَانَ يَأْتِي عَلَيْهَا كثير من الْأَوْقَات بعد ذَلِك يعْدم فِيهَا الدِّرْهَم الْفَرد وَاسْتمرّ ذَلِك الى عصرنا وَقد تقدم تَارِيخ وفاتهم وَأَقَامُوا شادا للديوان اليمني رجلا غَرِيبا يعرف بَابي الهيجا وَكَانَ فظا غليظا وَكَانَ قَائِما يخدمهم خَاصَّة بِخِلَاف غَيرهم وَكَانَ يمشي فِي غَالب الاحوال على غرضهم وَكَانَ فِي غلظته يذكر عَنهُ خِصَال حميده بَاطِنه لَا يكَاد يصدق بهَا من يرى ظَاهره وَقد عزل مرّة بعمر بن الْعِمَاد وَكَانَ رجلا رَفِيقًا بِالنَّاسِ كاشفا لمضارهم قامعا للظلمة من الْكتاب وَغَيرهم رباه الْمُؤَيد ووالده كَانَ رجلا عَرَبيا كَاتبا مصريا تولى السفارة الى مصر وَهُوَ الَّذِي وصل صُحْبَة التَّاج ابْن