ظفار واخذوها وَلما عَاد ولي جبا فَلبث بهَا مُدَّة ثمَّ نقل عَنْهَا الى ولَايَة المحالب ثمَّ نقل بعد ذَلِك الى ولَايَة زبيد فَكَانَ لَهُ فِيهَا من الاحكام السديدة والسياسة الحميدة عجايب وعرايب بِحَيْثُ يكَاد يقصر عَن ادراكها الْعُقُول من ذَلِك مَا حكى ان رجلا من أهل زبيد فقد امراته اياما فوصله وشكى اليه ذَلِك فَقَالَ لَهُ انْظُر ثِيَابهَا وَمَا فِيهَا من شَيْء لَيْسَ مِنْهَا فَذهب الرجل وَعَاد بقناع حسن فَقَالَ هَذَا لم اعرفه فَطلب المستعملة وسألهم عَن صانعه فعرفوه واستدعى بِهِ وسال عَن من اخذه مِنْهُ فَقَالَ اخذه مني الدَّلال فلَان بِثمن مبلغه كَذَا فاستدعى الامير بالدلال فَحَضَرَ فَقَالَ لمن اشْتريت هَذَا القناع فَقَالَ لفُلَان وَذكر رجلا من أَعْيَان زبيد فَطَلَبه على خلْوَة وَأرَاهُ القناع فَعرفهُ واعترف بالقضية فَقَالَ بَادر باطلاق الْحُرْمَة الى زَوجهَا فاجاب بِالطَّاعَةِ فَخرج وَفعل ذَلِك وَله نَحْو هَذَا الْحِكَايَة حكايات كَثِيرَة يطول ايرادها وَكَانَت زبيد قد فَسدتْ قبل ولَايَته فَلَمَّا ولي لزم المفسدين وعاملهم بالتوسيط وَضرب الرّقاب فهابه النَّاس هَيْبَة عَظِيمَة وَاسْتعْمل الْعدْل وَسَار بِالنَّاسِ على السوية فاحبوه وَلم يزل تِلْكَ عَادَته وَلم يسمع عَنهُ انه اخذ رشوة وَلَا ميز ذَا جاه على ضَعِيف وَفِي الدولة المويدية تولى عدن وساقتني الْمَقَادِير اليها محتسبا فرايته على الطَّرِيق الْمَذْكُور مَعَ اه يُشَارك الْفُقَهَاء بفقههم والتجار بمتجورهم وَله يَد جَيِّدَة بِالْحِسَابِ وانست بِهِ وخالطته لدينِهِ وعقله وَمَا كَانَ يذكر عَنهُ وَهُوَ الَّذِي اخبرني بميلاده وَهُوَ مِمَّن جمعت خزائنه عدَّة من الْكتب النفسية وَلما عَاد المماليك مَدِينَة زبيد بالتاريخ الْمُقدم بَلغنِي انه خرج من زبيد وَصَارَ الى قَرْيَة السَّلامَة للوقوف عِنْد الْفَقِيه عَليّ بن ابي بكر الْمُقدم ذكره من جملَة من وقف كَذَلِك ثمَّ عَاد زبيد وَتُوفِّي بهَا خَامِس وَعشْرين ربيع الاول سنة ارْبَعْ وَعشْرين وسبعماية
ووالده نجم الدّين كَانَ ايضا من اعيان النَّاس قد قَامَ ايام المظفر فولاه زبيد