للاشعار رَاوِيا للاخبار وَلما توفّي شمس الدّين استماله المظفر الى صحبته فَصَارَ اليه وَجعله من جملَة جُلَسَائِهِ وندمائه وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ افضال كثير وَكَانَ هَذَا عبد الله يحب الْمَعْرُوف واهله وَيحسن اليهم ويغشي مجَالِسهمْ ويغشون مَسْكَنه ويستعينون بِهِ فِي نوايبهم وعَلى الْجُمْلَة فمكارمه اكثر من ان تحصر وَكَانَ من أهل المروات والديانات توفّي على الطَّرِيق المرضي من الامانة وَحفظ الْكتاب الْعَزِيز استظهارا بتاريخ مستهل رَجَب من سنة 698 بِصَنْعَاء فِي الدولة المؤيدية بعد بلغ عمره سبع وَسِتِّينَ سنة 67 وَخَلفه ابْنه مُحَمَّد فالتحق بالمؤيد فِي أَيَّام امرته ثمَّ فِي أَيَّام سلطنته ثمَّ لم يزل مَعَه على اكرام وَكَانَ حسن الالفة كثير التفضل وَاسِعًا لمعارفه وقاصدا بِهِ بجاهه وَمَاله خالطته فَوَجَدته مَعْدُوم النظير وَكَانَ هُوَ ووالده مشاركين لاهل الْعلم بعلمهم فِي فقه مَذْهَبهم والنحو واللغة وجمعت خَزَائِن وَالِده من الْكتب مَا لم تكد تجمعه خزانَة نَظِير لَهُم زَاد اليها هَذَا عدَّة ووقفها بِصَنْعَاء على طلبة الْعلم وَوَقع فِي نفس الْمُؤَيد مِنْهُ شَيْء اوجب غَضَبه عَلَيْهِ فسبجنه بحصن تعز نَحوا من خمس سِنِين وَكَانَ ميلاده سنة 663 وَتُوفِّي على ذَلِك من الْعشْرين من ربيع الاخر سنة 718 وَالْغَالِب ان وافته على هَذَا الْحَال وقبر كَمَا يقبر الغرباء دَلِيل على خَيره ونجد أَهله الْغَالِب عَلَيْهِم الْخَيْر وَلَا سِيمَا ذُرِّيَّة هَذَا عبد الله فان لَهُم محَاسِن يطول تعدادها
وَمن اعيان الدولة أَيْضا ثمَّ من الامراء عَبَّاس بن عبد الْجَلِيل بن عبد الرَّحْمَن قد مضى ذكره مَعَ ذكر قَاضِي عدن ثمَّ ابْنه مُحَمَّد بن عَبَّاس كَانَ امير بطبلخانة شجاعا مقداما غير انه قورن بعجب وَتزَوج بابنة الشّعبِيّ الْمَذْكُور فِي حِصَار تعز وَابْنه عَبَّاس مِنْهَا اُحْدُ امراء الدولة المؤيدية طَرِيقه نَحْو طَرِيق ابيه فِي الفروسية والشجاعة وَغير ذَلِك وَتُوفِّي مُحَمَّد بن عَبَّاس فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وستماية بعد أَن كحله المظفر بعد سِنِين وَابْنه عَبَّاس محن بِمَرَض النقرس حَتَّى بطلت قواه وَفِي أول حِصَار تعز نزل الى تهَامَة فَهُوَ بهَا الى الان