النَّاس وَالْقِرَاءَة على الْفُقَهَاء بهَا الا بعد فَقده بِمدَّة وَهَذَانِ هما اكمل من ورد فِي الدولة المظفرية وتأهل بهَا اعني الى الْيمن على مَا بلغه بِهِ فهمي وادركه علمي وَقدم فِي الدولة المظفرية جمَاعَة مِنْهُم شرف الدّين الأربلي كَانَ كثير الْحَج واجتلاب الْكتب لخزانة المظفر وَكَانَ فَاضلا اِدَّرَكَ الرَّازِيّ اَوْ من صَحبه
وَفِي الدولة المؤيدية أَحْمد الساعور نسبه الى قَرْيَة على بَاب دمشق شهد لَهُ بالنحو بِحَيْثُ انه شرح التسهيل فِيهِ وتظاهر للمؤيد بالطب فَجعل لَهُ على علمه رزقا حَتَّى توفّي بتعز فِي الدولة المؤيدية
وَمِنْهُم ابو عَليّ المراكشي كَانَ فلكيا فَاضلا توفّي لبضع وسبعماية وَأوصى بِولد لَهُ الى تعز الى بعض من قر رأ عَلَيْهِ وَهُوَ مَسْعُود المنصوري فَلَمَّا شب ابتنى دَارا بالحميرا هِيَ الَّتِي سكنها بَنو الْمَنْصُور الملقب
وَمن اعيان الْكتاب الشَّيْخ ابو الْخطاب عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحي بن الْحسن الْكِنَانِي يلقب بالبهاء كَانَ من كرام النَّاس وَأهل السماحة فيهم فاراد المظفر ان يُرْسِلهُ الشحر صَاحب ديوَان حِين بلغه ثقته ومرؤته فارسل لَهُ الْوَزير وَهُوَ يَوْمئِذٍ القَاضِي البها العمرني فاجاب فَسئلَ عَن اسْمه فاستحى ان يَقُول باللقب حِين سُئِلَ عَنهُ فَحَضَرَ من عرف القَاضِي بذلك فَقَالَ لقبوه بالعفيف فلقب فَلَمَّا صَار بالشحر زرع الْجَمِيل فِي مَوضِع هُوَ غَيره حَتَّى حُكيَ لَهُ بذلك اخبار وَكَانَت وَفَاته هُنَالك سنة 695 وَمن اعيان الدولة ايضا الشَّيْخ ابو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن عَليّ بن يحيى الحيد بن عَليّ اليمني نسبا الْكُوفِي بَلَدا قدم يحيى اصنعاء وتديرها وَكَانَ يلقب بالحيد لطول بِهِ ثمَّ ان ابْن ابْنه عَمْرو بن عَليّ صحب الامام الْمَنْصُور صَاحب ظفار وَكَانَ اخوه حَاتِم يترسل بَين الْأَشْرَاف وملوك الغز ثمَّ لما تولى ترسل ابْن أَخِيه هَذَا عبد الله بَين يَدي شمس الدّين أَحْمد ابْن الامام عبد الله بن حمزه وَبَين الْملك المظفر فاعجب بِهِ وَكَانَ اذ ذَاك شَابًّا جميل الْخلق حَافِظًا