بالتعكر ثمَّ اخرجه واقصاه ثمَّ لما عَاد الْمُجَاهِد الْمرة الثَّانِيَة اسْتَخْلَفَهُ وَكَانَ يدعى الْحساب الفلكي ثمَّ هُوَ فِي عصرنا صَاحب المنصب فِي بَاب الْملك الْمُجَاهِد وَله عَلَيْهِ شَفَقَة كَامِلَة لكِنهمْ غير جمَاعَة ابيه من أهل طَريقَة الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا ولديه فَضِيلَة بالنحو واللغة وَالْعرُوض وَعلم الْحساب وَعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان والحساب النجومي وَرُبمَا صنف فِي ذَلِك اشياء وَلما حوصر الْمُجَاهِد فِي ربيع أول سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة هرب الى جبا واقام بهَا وَفِي جمادي الاولى نزل الغياث واستذم واقام بمحطة ابْن الدويدار اياما ثمَّ تقدم الدملوة باذن صَاحبهَا وَكَانَ أَمر النَّاس على الْمُجَاهِد مَعَ ابْن الْموصِلِي يحسنان لَهُ كل قَبِيح ويقبحان عَلَيْهِ كل حسن فبئس الصاحبان كَانَا انهما الا كَمَا قَالَ الله يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين وَكَانَ لَهُ اخ اكبر مِنْهُ يُقَال لَهُ مُحَمَّد كَانَ ايضا فَاضلا بفن الْكِتَابَة وَكَانَ رُبمَا يفضل على ابيه بشرف النَّفس وعلو الهمة وَولى كِتَابَة الدرج مَعَ الواثق بن المظفر وطلع مَعَه صنعاء فَتوفي بهَا ببضع وَثَمَانِينَ وستماية وَله جمَاعَة اخوه الْغَالِب عَلَيْهِم الْخَيْر والنفوس الشَّرِيفَة والهمم الابية حَتَّى ان الانسان ليعجب مِنْهُم فِي ذَلِك غير انهم يمْتَحنُونَ بالفقر كَمَا هُوَ من طبع الزَّمَان يُمِيت الْكِرَام ويحي السقط واللئام وَالْمَوْجُود مِنْهُم على الصّفة عِيسَى وَإِبْرَاهِيم خالطتهما فوجدتهما على الصّفة الْمُتَقَدّمَة كَامِلين لزمانهما اما المنبجي فَكَانَ يلقب بالناصح وَكَانَت كِتَابَته رُبمَا تقدم على غَيرهَا وَله شعر رائق وديوان صَغِير غالبه فِي ذكر منبج بَلَده ورسوها وَكَانَت لَهُ مسموعات اخذها عَنهُ عدَّة من مدرسي تعز كشيخنا ابْن الصفي وَغَيره وَلم ادركه لاني لم أَدخل تعز لتمييز بَين