راس طبقَة الشُّعَرَاء وَكَانَ يَوْم الْعِيد لَا يَنْصَرِفُونَ من سماط السُّلْطَان الا الى بَيته فَيدْخلُونَ على سماط حسن لَا يقوم الا بِمَال جزيل يقفون هم وَغَيرهم ويأكلون حَتَّى لَا يكَاد يبْقى أحد من الشُّعَرَاء وغالب الْكتاب وَالْفُقَهَاء من أهل الْبِلَاد واعيانها ثمَّ كَانَ بَيته موردا لِذَوي الْحَاجَات من أَعْيَان الْبَلَد فيقفون ببيته على كِفَايَة واحسان وَقد أَخْبرنِي الثِّقَة عَنهُ بمحاسن يطلو تعدادها وَيكثر ايرادها وَلَقَد رَأَيْت من وَصله فِي قَضِيَّة قد صَعب سدها فَقَامَ بِنَفسِهِ وَسَار فِيهَا والمسير اليه لم يكن أَهلا يَأْتِي اليه مثل الفسح لَكِن فعل ذَلِك سَعَة فِي مَكَارِم اخلاقه وَنصحا لطيف اعراقه وَكَانَ غَالب من يصل بَاب المظفر من الاعيان وَالْفُقَهَاء خَاصَّة إِنَّمَا يصل الى بَيته وَيسْعَى هُوَ فِي أمره وَكَانَ حسن اللَّفْظ جيد الضَّبْط ثَابت الْخط وَكَانَ المظفر يجله ويبجله وَيَقُول لَوْلَا رزن سَمعه لَكَانَ يصلح وزيرا ثمَّ إِن وَالِده ايضا كَانَ كَاتب درج فِي الديار المصرية فَقدم رَسُولا الى المظفر وَلما صَار على قرب من تعز كتب هَذَا مُوسَى للسُّلْطَان يسْأَله ان يودعه ويودع اخاه بالحصن لِئَلَّا يسمع كلَاما فيتوهم انه مِنْهُمَا ثمَّ انه لما دخل وَقضى حَوَائِجه عِنْد السُّلْطَان وودع سَأَلَ الاذن بالاجتماع باولاده فَاخْرُج لَهُ فَلم يزده اجْتِمَاعهم على السَّلَام والوداع وَهَذِه رياسة ومبالغة فِي حفظ البواطن للمخدومين وَتُوفِّي فِي الدولة المؤيدية أول سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة بعدن بعد أَن نزل صُحْبَة الْمُؤَيد الى هُنَالك وَلم يكن فِي الْبَاب اذ ذَاك لَهُ نَظِير بل خَلفه ابْنه حسن وَهُوَ يَوْمئِذٍ شَاب صَغِير السن واشفق عَلَيْهِ السُّلْطَان والوزير وَهُوَ صَاحب فصاحة وَكَمَال طَرِيقه غير أَنه ابتلى بِشرب الْمُسكر فَبَدَا مِنْهُ فِي حَال ذَلِك مَالا يَلِيق بالمنصب وَغَضب المويد عَلَيْهِ مرَارًا فاقصاه وسجنه لانه وجد لَهُ تزوير كثير على خطه واخذ اشياء من الخزانة وَغَيرهم من المتصرفين ثمَّ امْر السُّلْطَان أهل الخزانة وَغَيرهم ان لَا يطلقوا شياء الا بعد مُرَاجعَته وَاسْتمرّ ذَلِك الى عصرنا وضربه الْمُؤَيد وحبسه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015