وَقد تقدم ذكرهَا وانها بنت فِي أَيَّامهَا مدرسة على اسْمه وَكَانَ فِي حايته كثير الصدقه وَالْمَعْرُوف وَإِنَّمَا اتى بَنو صَالح من طَرِيقه كَمَا قدمنَا

وَأما المبارز فَلهُ من الاثار جَامع موزع وجامع حيس ووقف عَلَيْهِمَا وعَلى قوتهما وَقفا يقوم بهم وَكَانَ لَهُ كرم لَا سِيمَا على الشُّعَرَاء وَله قرَابَة فِي الْيمن غالبهم ذُرِّيَّة أَخِيه وَكَانَت وَفَاته بزبيد لبضع وَخمسين وستماية وقبره على بَاب سِهَام

وَمن اعيان الْكتاب القَاضِي الملقب بالمكين واسْمه ابو الْعَزِيز دَاوُود احسبه ادركته الدولة المظفرية كَانَ فِيهِ فِي المنصورمكانة عَظِيمَة حكى ان الْمَنْصُور استدعى بِهِ لَيْلًا فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وجده على فرَاش النّوم قَالَ فغضضت طرفِي خوفًا من ان يكون مَعَه حُرْمَة فَجعل يحدثني واحدثه وَأَنا مطرق اذ بِشَيْء تحرّك فِي الْفرش فازددت اطراقا وتحفظا من رفع رَأْسِي فَقَالَ يَا مكين ارْفَعْ رَأسك فَإِنَّمَا هُوَ الْوَلَد ابو بكر وَلَو كَانَت امهِ مَا حجبناها عَنْك لعلمنا بك فَلم يزدني قَوْله الا تحفظا هَكَذَا سمع مِنْهُ وَهُوَ يُوصي أَخِيه القَاضِي الرشيد بالأمانة والتحفظ حكى انه كَانَ مرّة فِي زبيد يُحَاسب كتابها وَكَانَ بهَا كاتبين يعرف احدهما بالمكين كتب اليه الاخر واخبره بقسط من الْمَنْفَعَة وَرُبمَا ستره مَعَ ورقة وَقَالَ للرسول تقدم بِهَذِهِ الورقة الى القَاضِي المكين فَظن الرَّسُول انه يَعْنِي المشد فاجابها اليه وَهُوَ فِي مَلأ من النَّاس فقرأها وَسكت ولبث الرَّسُول سَاعَة وَذكره الْجَواب فَقَالَ لَهُ روح لَا جَوَاب فَعَاد الى مرسله وَأخْبرهُ الْقِصَّة فداخله فزع عَظِيم وايقن بالعقاب ثمَّ لما اجْتمع بِالْقَاضِي المكين بش بِهِ وانسه وَقَالَ لَهُ على خلْوَة لَا تعد على مثل مَا فعلت فَمَا كل اُحْدُ يحْتَمل فرحمة الله عَلَيْهِ

وَأما اعيان الدولة المظفرية فجماعة بَيت الْقُضَاة والوزارة بَنو عمرَان اولهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015