تغير على بلد هَذَا وَاسْتَشَارَ الْمُجَاهِد فِي أول خُرُوجه وقعوده بِحَدِيث الدملوة فَأَشَارَ عَلَيْهِ نور الدّين بن حسن وَقد تَركه صَاحب بَابه الا يعرض للدملوة بحصار وَلَا غَيره وَيبدأ بتمهيد قَوَاعِد الْبِلَاد والعسكر فَمَتَى كمل ذَلِك أدْرك من الدملوة مَا اراد فَلم يقبل بل أمره بتجهيز الْعَسْكَر اليها فَفعل فلبثوا عَلَيْهَا نَحْو شَهْرَيْن فخادعهم الظَّاهِر بِأَن اعطي عمرَان المغلسي مَالا فارتفع عَن المحطة وتلاحق النَّاس بِهِ منهزمين وَتركُوا كثيرا من أَمْوَالهم وخيامهم وَكَانَت الدولة فِي أَيَّام الْمَنْصُور قد انضربت وَحدث بأيامه قضيتان مِنْهُمَا الزام الْيَهُود لبس العمايم الصفر والاخرى عزمه على اعادة الْوَقْف الى الْحُكَّام ثمَّ اخلاص الدِّرْهَم اخلاصا جيدا وَكثر الْقَتْل والنهب وَطَالَ الْحَرْب وَكَانَ مُعظم ذَلِك بِنَاحِيَة جبا من ارْض المعافر بِموضع يعرف بالنشمة وَلم يزل يتزايد حَتَّى قتل مَا لَا يكَاد ينْحَصر بَين الْفَرِيقَيْنِ غز وعرب وَقطعت رؤوسهم وطيف بهَا الْبِلَاد ثمَّ فِي أول صفر من سنة ثَلَاثَة وَعشْرين نَهَار الاربعاء ثَانِي الشَّهْر توفّي الْملك الْمَنْصُور بدار الامارة وعقب ذَلِك نزل حسن ابْن الاسد من ذمار بعسكر فحط على الْجند واخذها للظَّاهِر بربيع الاول وَتقدم تعز وَحط عَلَيْهَا سَبْعَة أَيَّام ثمَّ ارْتَفع عَنْهَا فِي الْيَوْم السَّابِع منكسرا بعد أَن قتل من أَصْحَابه مَا يزِيد على مائَة رجل وَقتل من أهل تعز نَحوا من اثنى عشر رجلا وَسلم الله الْجند عَن النهب حِين اخذت اذ كَانَ بهَا ابراهيم ابْن شكر حِين قدم اليها ابْن الاسد وَمَعَ ذَلِك كَانَ خيرا اعني ابْن الاسديه شَفَقَة على الْمُسلمين وَلَوْلَا اختلال البحرية باختلال من هُوَ حِينَئِذٍ يسكن الْجند وَهُوَ حاكمها الْمَعْرُوف بِابْن قَيْصر وَمَعَهُ جمَاعَة لَا بورك فيهم لم يطق ابْن الْأسد على الْجند وَلَا تعز ولبث ابْن الاسد بالجند يَوْمَيْنِ يمهد قاعدتها فنهب عسكره قَرْيَة اليهاقر مَا ظهر وَمَا بطن ونهبوا فِي قرامد مَا ظهر لَا غير وَصَالَحَهُ ساير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015