دخلُوا وأمسكوه وأخرجوا ابْن أَخِيه فقعدوه على سَرِير الْملك وصبحه البوابون وَجعل عَمه حَيْثُ كَانَ وَلزِمَ ابنيه التامور بيومه وشمس الدّين بعد أَيَّام وَلزِمَ ابْن عَمه النَّاصِر وَقد كَانَ جمَاعَة من الْعَسْكَر حملوه على الْقيام فخادعه الْمُجَاهِد بِذِمَّة فَلم يكد يستتم قراة الذِّمَّة حَتَّى هجم عَلَيْهِ دَاره وَصَاح الصائح من الْحصن بنهبه ثمَّ نهب بَيت وَلَده شمس الدّين وَبَيت التامور وَابْن عَمه شرف الدّين وَلم يَأْتِ صبحي صبح الْيَوْم حَتَّى صَار بالسجن جمَاعَة خَمْسَة هم الْمَنْصُور وَابْنه التامور والناصر وَابْنه وَابْن اخيه وَالسَّادِس الشمسي لحق بعد ايام وَبَعض حَرِيم الْمَنْصُور بَنَاته الَّذين كن مَعَه بالحصن ونهبت بيُوت الْمَذْكُورين وكشفت حرائمهم كشفا شنيعا فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه وَلزِمَ خَالَته جِهَة النّوبَة بعد ايام يسيره وَقد نهب بَيتهَا وَفرق بَين الْمَذْكُورين فِي الْحَبْس حبس كلا مِنْهُم بِموضع وَقَامَ مَعَه اتم الْقيام الامير الْغَرِيب بِالْمَعْرُوفِ بالفارس الاليكي وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء المعتبرين الواصلين الى الْمُؤَيد لكنه لم يلقه اذ قدم بعد مَوته وَذَلِكَ انه قدم طَرِيق الْحَج فاستراب مِنْهُ عمر بن يُوسُف ابْن مَنْصُور وَعمل عَلَيْهِ حِيلَة افضت الى اذيته ففرجها الله بقتْله وتخلص الامير على وَجه جيد وَاجْتمعت بِهِ فِي الْجند فرايت رجلا لبيبا عَاقِلا وَخرج مخرجا فَذكر عَنهُ بِهِ شجاعة جَيِّدَة وَسمعت من يذكرهُ بِكَثْرَة الصَّدَقَة ومواظبة الصَّلَاة ثمَّ حصل النزاع بَين الْمُجَاهِد وَبَين ابْن عَمه الْمَنْصُور وَذَلِكَ ان الْمَنْصُور كَانَ اطلع ولدا لَهُ يُقَال عبد الله الى حصن الدملوة وَكَانَ بِهِ خَادِم يعرف بريحان الدِّمَشْقِي قدر الله مَوته وَقت طُلُوع الْوَلَد فطلع ابْن الْمَنْصُور الى الدملوة بخداع وَقت الْمَوْت وَاسْتولى على الْحصن واستفحل أمره بِرَجُل حبشِي يُقَال ياقوت يلقب بالافتخار فظبط الْحصن واطلق للمرتبين مَا يحتاجونه فَلَمَّا حبس الْمُجَاهِد اباه واخوين لَهُ هما التامور وَالشَّمْس والناصر وَابْنه وَابْن أَخِيه وَكَانَ عَددهمْ ثَمَانِيَة اذ فيهم حرمتان ابنتان للمنصور تمنع عبد الله عَليّ الدملوة ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر وَلم تزل الْمُحَاربَة بَينه وَبَين الْمُجَاهِد اعني عسكريهما واما هما فَلم ينزل عَن حصنيهما وَصَارَ عَسْكَر هَذَا تغير على بلد هَذَا وعسكر هَذَا