حَتَّى توفّي الاشرف بتاريخ لَيْلَة الثُّلَاثَاء لست بَقينَ من الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وستماية فَاخْرُج الخواتين المويد من دَار الادب بليلته وصبيح النوابة كَمَا سَيَأْتِي انشاء الله
وَكَانَ الاشرف خيرا برا بابيه مُطيعًا لَهُ بنى مدرسة على حَيَاة ابيه باسم والدته فِي مغربة تعز وَكَانَ النّخل بزبيد قد تلف أَهله من الْجور فَأمر من افتقده فازال مِنْهُ مظْلمَة عَظِيمَة فِيهِ فتراجع اهله وَهِي من احسن المناقب المعدودة مِنْهُ وَحصل فِي سنته جَراد عَظِيم فَلَمَّا اشْتَكَى الرّعية اليه امْر بمسامحتهم فتوقف عَلَيْهِم وزيره حسان وعارضهم فَشَكَاهُ النَّاس فَخرج اليه جَوَاب ايا فلَان انقصر عَنْهُم وَلَا تفرقهم يصعب علينا جمعهم ثمَّ لما انْتقل الْوَزير ايام المويد وَسكن سهفنة وبخه النَّاس وَقَالُوا انت فعلت مَعنا فبئس ذري الْقَبِيح ذريا
وَمن خصاله الحميدة أَنه اخلص الدِّرْهَم عَن الْغِشّ اخلاصا جيدا وَمن التَّارِيخ اسْتمرّ الْمُؤَيد فِي الْملك ميلاده لَيْلَة السبت ثَانِي وَعشْرين صفر سنة 662 اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وستماية بِمَدِينَة الْجند وَكَانَ اذ ذَاك فِي الْحصن من الخواتين ثَلَاث اختاه وخالته ابْنة الشَّمْس فاما الاخوات فجهة الدملوة وجهة الاسدية الْحرَّة مَاء السَّمَاء وخالته ابْنة الشَّمْس الْعَفِيف وَمن سَاعَة قَامَ اطاعته الْعباد والبلاد وَلم يتمنع عَلَيْهِ الأحصن الدملوة فانه بيد خَادِم الْأَشْرَف وَيعرف بفاخر فامر المويد بحصاره فحوصر وَبَاعَ والى المنصورة ونفسها المنصورة فَدخلت وَلم يسلم الْخَادِم الْحصن حَتَّى اشْترطَا يخرج اولاد سَيّده وَمَا كنزه سَيّده فِيهَا فاجابه المويد الى ذَلِك وَكَانَ الْوَالِي يَوْمئِذٍ التريكي فَلم يكد يفلح بعد ذَلِك وَلَا النَّقِيب ايضا وَقبض الْمُؤَيد الدملوة ووفا للخادم بِمَا شَرطه فاراد ان يَشْتَرِيهِ فاعتقه سَيّده وَهُوَ أَبُو بكر بن الاشرف الملقب بالعادل خشيَة الشرى لَهُ
ودانت الْبِلَاد للمويد طَوْعًا وقسرا وَاسْتمرّ ملكه وَقدم عَلَيْهِ جمع من