مَسْجِد باعلا المغربة يعرف بِالْمَسْجِدِ الْجَدِيد وَله بظفار مدرسة ايضا بناها بعد ان فتحهَا وَله دَار مضيف بِذِي عدينة ثمَّ اخرى بحيس وَله الْجَامِع بِذِي عدينة اذ كَانَ النَّاس يصلونَ الْجُمُعَة بِالْمَسْجِدِ الَّذِي يعرف بِمَسْجِد الرشيدية بِالْقربِ مِنْهَا وبنيت بايامه مدارس كَثِيرَة لاهله ولغيرهم

وَكَانَت دولته اقْربْ الى الرافة وَالْعدْل وَكَانَ يحترم الْعلمَاء والصلحاء ويعتقدهم وَلَقَد اخبرني الثِّقَة أَنه لما اقْطَعْ ابا بكر بن فَيْرُوز بلد صبهان وَحضر الْمقَام فَقَالَ يَا با بكر لنا مِنْك فِي هَذَا المقم ارْبَعْ خِصَال نحذرك ان تتعداها الْعدْل بالرعية ثمَّ ذُرِّيَّة الشَّيْخ يحي بن ابي الْخَيْر وَابْن عَمه عُثْمَان ابْن حُسَيْن ثمَّ قرَابَة الْفَقِيه عَليّ بن سَالم العميدي تحترمهم احتراما كليا فَقَالَ سمعا وَطَاعَة وَهَذِه الْوَصِيَّة يدل على خَيره وتوفيقه

وَبِالْجُمْلَةِ فاوصاف المظفر تطول وذكراته كَانَ لَهُ فِي مصر خَمْسمِائَة فَارس تُجَاهِد فِي سَبِيل الله وَيحمل جوامكها من الْيمن مَعَ مَا كَانَ يحملهُ جنس الْهَدِيَّة الى مُلُوك مصر وَكَانَ فَقِيها نحويا لغويا يكرم الْفُضَلَاء وَكَانَ شهير الذّكر

وَمن عَجِيب ذَلِك أَنه لما بلغه ان ملك الصين حرم على الْمُسلمين فِي بَلَده الاختتان فتعبوا من ذَلِك وضاقوا كتب اليه شَفَاعَة يسْأَله الاذن لَهُم وارسل بهدية توَافق غَرَضه فَقبل شَفَاعَته وَكَانَ من توفيقه تورعه عَن اموال الْوَقْف اذ لَا يعلم انه بحث عَن شَيْء مِنْهَا وَلَا استدعاه بل علقه برقاب الْحُكَّام حَتَّى توفى وَرُبمَا رَجَعَ على الْقُضَاة بِسَبَبِهِ وَيحسن لَهُ مناقشتهم فَلم يقبل ذَلِك وَكَذَلِكَ من تقدمه من الْمُلُوك ثمَّ وَلَده الاشرف مَعَ قصر مدَّته فَلم يحدث شيأ وَفِي سنة تسعين أقطع ابْنه الواثق ظفار وَكَانَ مولده سنة 659 فَتقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015