الذّكر فَكتب الى السُّلْطَان يُعلمهُ الْحَال فَعَاد جَوَابه يَا مَنْصُور انْفَكَّ مِنْك وان خشمت وتمثل بقول الاول ... وَإِن كنت اكالا لُحُوم بني ابي ... فلست بمهديها الى كل جازر ... وَللَّه در المظفر مَا كَانَ احسن بره باهله

وَأما وَفَاة عَليّ بن يحي فقد تقدم ذكرهَا حِين ذكرته مَعَ الْفَقِيه ابْن فضل وَأما ابْن خضر فَإِنَّهُ اطلق من الْحَبْس بعد وَفَاة ابْن يحي واقام فِي مَسْكَنه المنظر غربي الجبابي وَكَانَ خيرا فَاضلا باخبار النَّاس ذَاكِرًا للتاريخ كثير مطالعة الْكتب وَلم يزل المظفر وَمن جَاءَ بعده يجْرِي عَلَيْهِ مَا يقوم بِحَالهِ حَتَّى توفّي بتاريخ منتصف شعْبَان سنة سبع وَسَبْعمائة وَسَيَأْتِي من ذَلِك مَا لَاق بَيَانه انشاء الله تَعَالَى فِي أَعْيَان الدولة

وَكَانَ المظفر من أخيار الْمُلُوك قطع المعونة الَّتِي كَانَ احدثها ابوه بِالْيمن وَهُوَ مَال مستكثر يوخذ فِي كل سنة لَا سَبَب لَهُ وَحج فِي سنة سبع وَخمسين وستماية وفيهَا تحالف هُوَ والوزير القَاضِي البها بِمَكَّة فِي الْمقَام وَلما عَادوا اوقع ببني سَلمَة أهل خدير فَقَتلهُمْ قتلا ذريعا وَكَانُوا أهل مَكَارِم ورياسة متأثلة لَكِن كَانُوا قد اعجبوا وبطروا واشاعوا ان السُّلْطَان المظفر قد قتل حِين صَار بزبيد ونهبوا سوق السبت وقافلة وصلت من عدن فاشتكى النَّاس فطلع النَّاس من زبيد وَخرج لَهُم من الْجند عَسْكَر فَكتب الى عبد الْوَهَّاب يُغير مَعَهم فَفعل واسروا وَقتلُوا فالاسراء وصل بهم الْجند كحل مِنْهُم ثَمَانِيَة وَمن ذَلِك الْوَقْت الى عصرنا لم يكادوا بِخَير وَسقط بِلَادهمْ من الْعَرَب وَغَيرهم من قَرْيَة من بِلَاد شهَاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015