وَهَذَا أَسد الدّين كَانَ شجاعا مقداما وَهُوَ الَّذِي نسب اليه يَوْم شعوب يَوْم التقى فِيهِ مَعَ عز الدّين بن الامام فَقتل من أَصْحَابه جمعا كثيرا وابادهم ثمَّ لم يزَالُوا فِي الْحَبْس حَتَّى توفوا بِهِ غير ابْن خضر فاما بدر الدّين فَتوفي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وستماية وَهُوَ الَّذِي بنى الْمَسْجِد بعكار عِنْد تربة ابيه عَليّ بن رَسُول ووقف عَلَيْهِ وَقفا جيدا لدرسة ومدرس وامام ومؤذن وضيف ان وصل وَقد درست بِهِ أشهرا وَقد مضى اسد الدّين وَعلي بن يحيى وَأما اسد الدّين فَوقف فِي الْحَبْس مُدَّة مديدة ثمَّ تَابَ وَحسنت سيرته فنسخ كتبا ومصاحف ومقدمات ووقف مِنْهَا بِذِي عقيب وَمِنْهَا فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا
وَمن الاثار الَّذِي احدثها اسد الدّين بقرية الجبابي حَيْثُ كَانَ مَسْكَنه وفيهَا تربته وتربة غَالب ذُريَّته ومدرسة بِمَدِينَة أَب وَبني سدا بقرية قرفة ووقف على الْجَمِيع وَقفا تقوم بِمَا يَلِيق من حَاله وَكَانَ من اخير بني ابيه فِي الدّين والشجاعة وَالْكَرم وعلو الهمة وَكَانَ يَسْتَدْعِي الْفَقِيه احْمَد السرددي وَغَيره من الْفُقَهَاء الى السجْن وَيسمع عَلَيْهِم هُوَ وَعلي بن يحي وَابْن خضر كتب الحَدِيث وَكَانَ لَهُ احسان اليهم وَكَانَت وَفَاته على الطَّرِيقَة المرضي فِي السجْن يَوْم الاربعاء ثَالِث عشر الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ من اخير بني رَسُول وَذريته كَذَلِك وهم اقْربْ بني رَسُول الى فعل الْمَعْرُوف ثمَّ الى الدّين وَلَقَد رَأَيْت ذَلِك حَتَّى فِي مواليهم وَخلف عدَّة أَوْلَاد كَانَ مِنْهُم أَبُو بكر يتعانى الْعلم والادب وَكَانَ فَاضلا يَقُول الشّعْر وَله فِي النَّحْو يَد جَيِّدَة وَاجْتمعت ذُرِّيَّة بني رَسُول بقرية الجبابي كَانَ فيهم من قد يَسْطُو على النَّاس بادلال قرَابَة السلطنة وشق ذَلِك بِالنَّاسِ وبالمتصرفين وتعبوا مِنْهُم وَكَانَ مُلْتَزم المخلاف يَوْمئِذٍ مَنْصُور ابْن حسن مقدم