يلْزم الشّعبِيّ وهم كل مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ ثمَّ اتفقَا وَعرف أَنه يُرِيد خدعهما فكاتبا المظفر وتوثقا مِنْهُ فَأَما الشّعبِيّ فَلم يزل مقطعا لصنعاء وَأما الْخَادِم فَجعله زماما لابنَة اسد الدّين وَكَانَ كَرِيمًا فِيهِ الْخَيْر حَتَّى انه لما مَاتَ لم يُوجد لَهُ غير سِتِّينَ دِينَارا فضَّة توفّي لبضع وَسبعين وسِتمِائَة ومكارمه كَثِيرَة وَلم يسلم الشّعبِيّ حَتَّى وَصله خطّ ابْنة جوزه وَلذَلِك قدر المظفر الشّعبِيّ حَيْثُ لم يفرط بالحصن وَلَا ساعده فِي أَمر من الْأُمُور ثمَّ كَانَ مُدَّة حِصَار الْحصن سِتَّة أشهر وَقيل دون ذَلِك وأباح السُّلْطَان لعلوان نهب الْجند فَكَانَ مِنْهُ مَا قدمنَا ذكره واعاصه بِنَهْب المغربة وَاسْتمرّ ملكه فِي سنة سبع واربعين قدم عماه من مصر بدر الدّين وفخر الدّين فحين بلغه ذَلِك والتهائم قد صَارَت بِيَدِهِ كتب الى نوابه فِيهَا يَأْمُرهُم باكرامهم وَالْقِيَام بهم اتم قيام وَكتب الى عمته الْمَعْرُوفَة بالنجمية مُقَدّمَة الذّكر وَهِي بالتعكر يَقُول لَهَا ان رَأَيْت ان تنزلي تلقي اخويك فافعلي فَفَرِحت بذلك لانها كَانَت بَين اهلها خَاصَّة وَالنَّاس عَامَّة وَكَانَ مُحَمَّد ابْن خضر قد صَار من حلف السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّد انْزِلْ مَعَ جدتك والق جديك فَنزل مَعَ الدَّار النجمي وجهزهما السُّلْطَان اتم جهاز ثمَّ نزل السُّلْطَان بعدهمْ فوافاهم فِي حيس وَقبض عَلَيْهِم فقيد عميه وَابْن خضر لانه كَانَ قد أسأوا وَخَالف خلافًا ظَاهرا ثمَّ عَاد من ذَلِك وَأمه وَابْنه بدر الدّين الْمَعْرُوفَة بزهرا وَكَانَت من أَعْيَان الخواتين عازمة حازمة قَائِمَة بِمَا يلْزمهَا اتم قيام وَهِي الَّتِي ابتنت الْمدرسَة المنسوبة الى بني خضر بقرية الجبابي وَبهَا قبرها وقبورهم وَعرفت عمته انه لَا بُد لَهَا من تَسْلِيم التعكر اذ كَانَ بِيَدِهَا فسلمته وَلما قيدوا سروا بهم فوصولوا لَا تعز فحين دخلُوا بهم بَاب الْحصن قَالَ بدر الدّين قبحك الله قلعة خرجنَا مِنْك مقيدين وعدناك مقيدين ثمَّ تمثل بقول الاول ... اقول كَمَا يَقُول حمَار سو ... وَقد ساموه حملا لَا يُطيق ...