.. ساصبر والامور الى اتساع ... كَمَا ان الامور لَهَا مضيق
فَأَما ان اموت اَوْ المكارى ... وَإِمَّا تَنْقَضِي عني الطَّرِيق ... فادخلوا الى الْجنب ولد فَخر الدّين وَهُوَ أول من حبس مِنْهُم كَمَا قدمنَا ذكره
وَكَانَ اول من اطاع السُّلْطَان وَنَصره من اعيان الْعَسْكَر بَنو فَيْرُوز أهل أَب وَلذَلِك احسن اليهم وَلِأَنَّهُم حملُوا الْمَنْصُور من مَدِينَة الْجند الى ذِي هزيم وتولوا قبرانه مَعَ الاتابك سنقر فِي مدرسته فَلم يزَالُوا على اعزاز مَعَه باقطاعات وطبلخانات الى أَن توفّي مجللين وَلما عجز أهل الطبلخانة عَن الْقيام بواجبها ابقاهم على اقطاع بُيُوتهم حَتَّى توفوا وهم أهل فراسة وشجاعة وَلَهُم بَاب مدارس وذراريهم فيهم الاخيار والشجاعة والفراسة وَرُبمَا كَانَ فيهم من يذكر بِالدّينِ ثمَّ كَانَ مِنْهُم شمس الدّين ابو بكر يذكر مَعَ الشجَاعَة بِالْكَرمِ وَله أَوْلَاد جمَاعَة خَيرهمْ حسن وَكَانَ جيدا متعبدا كثير التِّلَاوَة لكتاب الله يصحب الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ وابتنى بَاب مدرسة هِيَ أحسن مدارسها ثمَّ اولاده اربعة الْغَالِب عَلَيْهِم الدّين وَالْخَيْر وسلوك طَرِيقه واولاده مُحَمَّد يلقب الاسد ثمَّ ايوب ثمَّ دَاوُد ثمَّ عمر والاسد وَعمر هما اللَّذَان كَانَا رَأس مقطعي الْجند من قبل الظَّاهِر وَأما دَاوُد فيذكر بِالدّينِ والمشار لَهُ بِالْعلمِ وايتنى عِنْد بَيته مدرسة جعل فِيهَا يتامى ومعلما لَهُم يجْرِي عَلَيْهِم رزقا وايوب يذكر بِالدّينِ وَالْخَيْر
ثمَّ كَانَ عَليّ بن يحي يلائم المظفر ويلاحظه فابقاه على اقطاعه الَّذِي كَانَ لَهُ من ابيه مَعَ تحَققه انه يمِيل الى اسد الدّين ابْن عَمه فَلم يزل يجاريه ويحارب الامام الْمهْدي احْمَد بن الْحُسَيْن حَتَّى قتل قَتله بَنو حَمْزَة بشوابة بمساعدة المظفر واشارته غَالِبا وَكَانَ الْقَائِم لَهُ شمس الدّين احْمَد بن عبد الله بن حَمْزَة فِي عَسْكَر جرار
قَالَ شمس الدّين يَوْم لِقَائِه لاحمد بن الْحُسَيْن وَقد انهزم اصحابه تولى