يزل المظفر يستفتح الْبِلَاد حَتَّى اسْتَقل بِولَايَة الْيمن اجْمَعْ بعد حروب جرت لَهُ وَكَانَ الْمُدبر اذ ذَاك الشَّيْخ عَليّ ابْن ابي بكر السوادي كَانَ يلقبه المظفر بالشيخ مخلص الدّين الْخَولَانِيّ وَكَانَ من اكفا الرِّجَال واعيانهم وَبعد قرب ابْن عَمه وَمن مَعَه من المماليك نَحْو جبل الْمِيزَاب يُرِيد اللحاق باخيه ففكر غَالب المماليك الَّذين لَا ذنُوب لَهُم فِي قتل الْمَنْصُور وهم الاكثر انه لَا ذَنْب لَهُم يُوجب الْهَزِيمَة فكاتبوا المظفر فِي ذمَّة فاذم بِشَرْط لزم فَخر الدّين وَجَمَاعَة القتلة فَفَعَلُوا ذَلِك ووصلوا بهم مقيدين فرسم على فَخر الدّين وَسيف الدّين المبارز بن برطاس
وَكَانَ مِيلَاد المظفر سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَقيل سنة عشْرين وَلما قبض بزبيد سَار الى عدن سَاحل سَاحل وَقَبضهَا ثمَّ صعد الْجَبَل فَأول بلد دخله من الْجبَال جبا الْبَلَد الْمَشْهُورَة الْمُقدم ذكرهَا فَلَقِيَهُ القَاضِي مُحَمَّد بن اِسْعَدْ الملقب بالبهاء مقدم الذّكر اليها واختطب لَهُ فَهِيَ اول بلد خطب لَهُ بهَا فِي الْجبَال ثمَّ قدم الى تعز وحاصر الْحصن من دَار السعيدة بالحبيل بَين الْحصن وقرية عسق ثمَّ كتب الى الشَّيْخ علوان الجحدري مقدم الذّكر ان يَأْتِيهِ وينصره فحين وَصله الْعلم جمع جَيْشًا جرارا من مذْحج وَوَصله ووالي الْحصن اذ ذَاك سنجر الشّعبِيّ فَحصل الصُّلْح بَينه وَبَين خَالَته خداعا وَأمر لوَلَده الاشرف وأخيه ووالدتهم الى الدملوة يبقون مَعهَا رهائن وَحلف لَهَا وسألها ان تسلم لَهُ حصن تعز فَكتبت لَهُ الى الشّعبِيّ ان يسلم الْحصن الى المظفر وَقيل انه كَانَ نظر الْحصن بَين الشّعبِيّ وخادم استاذ يُقَال لَهُ عنبر ويلقب بَابي الْمسك كَانَ من اعيان الاستاذين كتب السُّلْطَان الى الشّعبِيّ يقبض الْخَادِم على لِسَان خَالَته وَكتب الى الْخَادِم