فصلاحه وَعلمه مشهوران يشق حصرهما وَيطول ذكرهمَا بل قد ذكرت من ذَلِك بعض اللَّائِق مَعَ ذكره فِي عداد الْفُقَهَاء
وَمن ذَلِك التَّارِيخ اسْتمرّ الْملك بيد الْمَنْصُور عمر بن رَسُول ثمَّ فِي ذُريَّته واقام مظْهرا انه نَائِب للمسعود وَالسِّكَّة وَالْخطْبَة لَهُ ايضا وَهُوَ مُضْمر الْقيام والاستقلال بِالْملكِ وَفِي اثناء ذَلِك يُولى فِي الْحُصُون والمدن من يرتضيه وَمن خشى مِنْهُ خلافًا اعْمَلْ على اسره اَوْ قَتله حَتَّى كَانَ سنة تسع وَعشْرين وَقيل ثَلَاثِينَ ضرب الدِّرْهَم باسمه وَأمر الخطباء بِذكرِهِ وَكَانَ المقوى لَهُ على ذَلِك انه كَانَ قد تقدم لَهُ بشارات الْملك وأشارات من الشَّيْخ والفقيه صَاحِبي عواجة وَقد تقدم بَيَانهَا ثمَّ كَانَ يرى منامات تدل على مصير الْملك اليه مِنْهَا انه رأى وَهُوَ فِي دَار عومان قَائِلا يَقُول لَك الْبشَارَة يَا أَبَا الْخطاب بِالْملكِ من عدن الى عيذاب فَكَانَ كَمَا قَالَ ملك الى عيذاب وأحرق مراكب الْكَامِل وَهِي متجهزة نَحْو الْيمن بعسكر جرار ثمَّ انه خطب زَوْجَة الْملك المسعود ابْنة الاتابك فاجابته حِين علمت انه قد غلب على الْملك وَكَانَ ابْنه المظفر مَوْجُودا وَكَانَ الْمَنْصُور من أهل الحزم والعزم دَانَتْ لَهُ الْبِلَاد والعباد وادرك فِي نَفسه المُرَاد وَأَتَتْ لَهُ ابْنة جوزة اولادا ذُكُورا واناثا وغلبت عَلَيْهِ فاقصت المظفر وكريمته الدَّار الشمسي عَن أَبِيهِمَا وأمهما ام ولد تركية حَتَّى كَانَا فِي الْغَالِب لَا يُوجد ان بِحَضْرَتِهِ وأحلف الْعَسْكَر لِابْنِهِ الْمفضل أحد ابْني بنت جوزة وَكَانَ المظفر اذ ذَاك بعومان مَعَ جدته أم ابيه فَوَجَدَهُ رجل من أهل تِلْكَ النَّاحِيَة كَانَ قد حضر تَحْلِيف الْعَسْكَر فَقَالَ يَا مَوْلَانَا كَيفَ أَحْلف والدك الْعَسْكَر لاخيك وانت أكبر فَقَالَ يَا هَذَا نسيت