.. بيني وَبَين الْفقر صَوت وَاحِد ... يَا رَاشد بن مطفر يَا رشاد ... ثمَّ جعل القضا الاكبر فِي الْفَقِيه ابو بكر بن الْفَقِيه احْمَد بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُوسَى الْعمرَان مقدم الذّكر وسافر المسعود اولا الى مصر فَغَاب مُدَّة سنة فَلَقِيَهُ أهل الْجبَال الى تعز وَالْقَاضِي فيهم وسلموا عَلَيْهِ فحين واجهه القَاضِي ترجل لَهُ اذ كَانَ القَاضِي قد ترجل فاعتنقا فَعجب النَّاس من ذَلِك ثمَّ لما صَار الى دَاره سَأَلَهُ بعض خواصه فَقَالَ رايت من الملتقيين قد تغير حَاله من الْحَال الَّذِي فارقني عَلَيْهِ الا القَاضِي فانه وَدعنِي على دَابَّة شهبا وَعَلِيهِ ثِيَاب قطن وعَلى دَابَّته مجْلِس فَوق الْمجْلس سجادة فَلَمَّا عدت لَقِيَنِي بذلك الْحَال لم يُغَيِّرهُ فتحققت بذلك ورعه وزهده وَهَذَا من احسن الاثار أَعنِي تَوليته فان من استناب عدلا كَانَ مَا فعله الْعدْل وَلذَلِك حكى ان كسْرَى قَالَ مَا عدل جَار وزيره والى ذَلِك اشار الشَّاعِر ... اذا مَا المليك الْعدْل وكل ظَالِما ... بِأَمْر جَمِيع النَّاس عُوقِبَ بالذنب

وَمن يرْبط الْكَلْب الْعَقُور بِبَابِهِ ... فعقر جَمِيع النَّاس من رابط الْكَلْب ... وعَلى الْجُمْلَة تَوْلِيَة الْعدْل ماجور فاعلها مشكور عَلَيْهَا اذ النَّفْع فِيهِ مُتَعَدٍّ وَعدل هَذَا القَاضِي مستفيض وَهُوَ أحد من جدد مَسْجِد مرعيت الَّذِي على طَرِيق الرَّائِح من تعزالى عدن

وَمن عجائبه ان رجلا من أهل جبلة وَصله وشكا ان الْحَاكِم سفه عَلَيْهِ فَاسْتَحْضر الْحَاكِم الى الْجند فسئله فاعترف فَعَزله وَقَالَ إِنَّمَا جعلتك حَاكما لَا مسافها وَقَالَ مَتى كَانَ الْحَاكِم ظَالِما فَالَّذِي يتْركهُ اظلم مِنْهُ وعَلى الْجُمْلَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015