الْبِلَاد وَخَافَ النَّاس الْهَلَاك ثمَّ نزل بعد ذَلِك رماد أسود ورواجف وزلازل
وَمن عَجِيب مَا جرى فِي ذَلِك الظلام انه وَقع قوم فِي ظَاهر زبيد بالمجرا فَلم يطيقوا رواح بُيُوتهم وَفِيهِمْ أعمى فَقَالَ من أَعْطَانِي زبدي طَعَام قدته الى بَيته واعطوه وقاد كلا الى بَيته
وَلما كَانَ فِي سنة سبع وسِتمِائَة فِي شهر جمادي الْآخِرَة توفّي الأتابك بحصن تعز وقبر بِذِي هزيم بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا هُنَالك وَهُوَ الَّذِي أنشأ جَامع المغربة وَعمل الْمِنْبَر الَّذِي فِيهِ وَبنى بزبيد مدرستين احدهما للشَّافِعِيَّة وَهِي تعرف بالعاصمية وَالْأُخْرَى للحنفية وتعرف بالدحمانية وَهُوَ الَّذِي بني الْجَامِع بخنفر من ارْض ابين والصفين والجناحين والمؤخر فِي مَسْجِد الْجند
وَلما توفّي الاتابك جعل النَّاصِر غَازِي بن جِبْرِيل مَكَانَهُ قَائِما بِالْملكِ فَحمل النَّاصِر على طلوعه صنعا لقِتَال الامام الْمَنْصُور بِاللَّه فَلَمَّا صَار بِصَنْعَاء سمه غَازِي فَتوفي بالمحرم سنة احدى عشرَة وستماية فطلى بالممسكات وَحمل الى تعز فقبر بالقبة الَّتِي قبلي ميدان تعز فِي عصرنا وحالف غَازِي الْعَسْكَر وَقَامَ بِالْملكِ وَنزل من صنعاء فَلَمَّا صَارُوا بالسحول احاط الْعَرَب بهم وانتهبوهم وَوصل غَازِي الى أَب وَكَانَت أم النَّاصِر وغالب الخواتين إِذْ ذَاك مقيمين بحصن حب فطلع مماليك ابْنهَا اليها فشتمتهم ولامتهم وحملتهم على قتل غَازِي ابْن جِبْرِيل فنزلوا الى اب وهجموا بَيته وقتلوه واطلعوا رَأسه الى حب وقبر بَاب جثة بِغَيْر راس وَذَلِكَ على وَفَاة سنة من قتل النَّاصِر ثمَّ ان أم النَّاصِر نزلت من أَب الى تعز فاقامت مُدبرَة للْملك سِتَّة اشهر ثمَّ قدم سُلَيْمَان بن تَقِيّ الدّين فِي جمَاعَة من