بهَا وَذَلِكَ ان اباه لما توفّي بالمنصورة نقل الى حصن تعز فقبر بِهِ فاقام سنة ثمَّ لم تطب نَفسه بِطُلُوع الْقُرَّاء كل يَوْم أَي الْحصن فَاشْترى الدَّار وَجعلهَا مدرسة وَكَانَت دَار سنقر الاتابك مقدم الذّكر ومؤخره نقل اليها عِظَام ابيه وقف عَلَيْهَا وَادي الضباب وَجعل عَلَيْهَا سَبْعَة قراء فهم على ذَلِك لَكِن قد يزِيد الْقُرَّاء من النَّاظر وَبَعض الاوقات يعطونهم دَرَاهِم وَبَعضهَا طَعَاما لَا سِيمَا من وَقت تطلع الْمُلُوك الى الْوَقْف فِي الدولة المويدية وهلم جرا الى عصرنا

وَهُوَ اول من عمل الْمدَارِس من مُلُوك الْعِزّ بتعز وزبيد وَكَانَ فصيحا شَاعِرًا فَاضلا وَلما قَتله الأكراد انتهبوا زبيد واجترأوا عَلَيْهَا وَذَلِكَ يَوْم الْأَحَد فِي رَجَب سنة 599 مدَّته سِتّ سِنِين وقبره شَرْقي زبيد فِي قبَّة هُنَالك تعرف الان بقبة الْخَلِيفَة قد صَارَت خرابا والناصر يَوْمئِذٍ بحصن تعز والاتابك سنقر متخوف بِبَعْض الْجبَال فحين بلغه وَفَاة الْمعز وصل الى النَّاصِر وَهُوَ مربية وَلذَلِك سمى الاتابك اذ هَذِه اللَّفْظَة تُوضَع لمن يربى الْمُلُوك قَالَه ابْن حكان وَكَاتب الأكراد وصالحهم ثمَّ بعد سنة بلغه انهم يُرِيدُونَ نقض الصُّلْح فجيش عَلَيْهِم وقصدهم الى زبيد وحاربهم وكسرهم سنة احدى وسِتمِائَة

وَفِي سنة ستماية نزل من السَّمَاء رماد وأظلمت الدُّنْيَا ظلاما مُفردا وَبهَا سميت سنة الرماد وَصُورَة ذَلِك ان اول مَا نزل رماد ابيض يَوْمًا وَلَيْلَة وأظلمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015