الْجَبَل واستدام مذْهبه واظهره وَقَوي بِهِ اهله قُوَّة عَظِيمَة بِحَيْثُ طمعوا باماتة مَذْهَب السّنة وَلَو بجبلة كَمَا كَانَ ايام الصليحيين وَتمّ لَهُم مَا قدمنَا ذكره من سُؤَالهمْ لَهُ ان يَأْمر الخطباء بالسب فَامْتنعَ فَقَالُوا مرهم باسقاط ذكر الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ لَا طَاقَة لي بِالسَّوَادِ الاعظم فَقَالُوا لَهُ افْعَل لنا ذَلِك وَلَو بجبلة وَحدهَا فَكَانَ مَا قدمنَا ذكره وَغلب على الْمعز الشُّح عَليّ الْجند وَالْكَرم على الشُّعَرَاء والصفا عَنهُ ثمَّ تولع بِذبح بني آدم واكلهم
وَحكى ان الاتابك دخل عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ مَا احسن اظلاعك مصوص وكما قَالَ فَخرج الاتابك وَلم يشك انه يذبحه فهرب حَتَّى سمع بقتْله
وَادّعى انه اموي النّسَب فَخَطب لَهُ بأمير الْمُؤمنِينَ فِي جمادي الْآخِرَة سنة 597 وَطَالَ ظلمه للجند والرعايا وَصَرفه للمساخر وَالشِّرَاء فَانْتدبَ لقَتله اكراد كَانُوا مَعَه رئيسهم رجل اسْمه هندوه وَهُوَ اذ ذَاك بِمَدِينَة زبيد وَكَانَ يلبس لِبَاس الْخُلَفَاء القمصان ذَوَات الاكمام الطوَال فَخرج يَوْمًا من زبيد يُرِيد جِهَة القوز رَاكِبًا بغلة وَخَلفه حصان مجنب فكيسه الاكراد عِنْد مَسْجِد ساسه وأكمامه مسبلة على يَدَيْهِ وَفِي احداهن المقرعة فَلبث سَاعَة يحارب بهَا وَيَدْعُو الْغُلَام الَّذِي مَعَه بِجنب الْفرس وَقد صرف عَنهُ الى بعد فَقتل وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
واحدث فِي زبيد الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالميلين وَفِي تعز الْمدرسَة الَّتِي ابوه مقبور