وَمَتى حصل دبر الله بالاضحية ثمَّ انني تَوَجَّهت بِالْوَرَقَةِ اليه فَوَجَدته قَاعِدا بدهليز دَاره فَسلمت عَلَيْهِ وناولته الورقة فحين قَرَأَهَا عبس واعرض عني فَخرجت وانا الوم نَفسِي وَقلت مَا اكذب النَّاس ثمَّ انه أَمر من لَحِقَنِي وردني اليه فَلَمَّا جِئْت اليه أَمرنِي بالدنو مِنْهُ وَقَالَ لي سرا يَا سُبْحَانَ الله المقرى حميد المقرى حميد اسْم كَبِير وهمته ضَعِيفَة تصل الى وتسالني قدرا حَقِيرًا من مثلي فاعتذرت اليه فناولني ورقة بَيْضَاء وَقَالَ اكْتُبْ بِجَمِيعِ مَا تحتاجه فَكتبت وانا اسئل مِائَتي ذهب ذرة وَمِائَة ذهب بر وراس بقر وراس غنم وَكِسْوَة لي ولاولادي فحين نظر اليها اسفر وَجهه وَكتب الى نَائِبه بجبله ان يسلم مَا سَالَتْ معجلا فحين اعطيته خطه بَادر الى تَسْلِيم مَا سَالَتْ

ثَمَان سيف الاسلام صادره بجملة مستكثرة وَاشْترى مِنْهُ كثيرا من امواله بضراس وحدبة والمقرعة وَغَيرهَا وشيا من دوره بجبلة مِنْهَا وَلم يمت سيف الاسلام وَهُوَ عَنهُ طيب وَلَا كَانَ يحضرهُ وَقت الْمَوْت وَهَذَا يدل على برائته من قَتله وَإِنَّمَا قَتله ابْنه

الْمعز تجنبا مِنْهُ إِذْ كَانَ بقيه رُؤَسَاء الْيمن واعيانهم وَيُقَال ان سيف الاسلام دَاخله فِيهِ الطمع فوصل من صنعاء إِلَى جبلة وَطلب مِنْهُ المَال الَّذِي ضمن مِنْهُ الْبِلَاد فعجز فَقبض املاكه وهرب لَيْلَة السبت ثَانِي عشر شعْبَان سنة 602 فامر حِينَئِذٍ بِقَبض دوره فِي المقرعة وَذي جبلة وضراس وَذي اشرق وَجَمِيع مَا فِيهَا ثمَّ ان القَاضِي نصب من قضا للسُّلْطَان جَمِيع املاكه حَيْثُ كَانَت بِمَا سعى عَلَيْهِ من ضَمَان الْبِلَاد وَكَانَت امواله جليلة فِي أَمَاكِن كَثِيرَة

ثمَّ لما ولى الْمعز بن سيف الاسلام اعاده على عمالة المخلاف فاقام يَسِيرا ثمَّ اسره وَهدم دوره فِي المقرعة وَغَيرهَا فَلبث فِي اسره سِتَّة اشهر وشنقه فِي أَخّرهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015