عكا وَكَانَ فِي ذَلِك اخبار يطول شرحها
مولده قلعة تكريت اذ كَانَ ابوه مديرا امرها كَمَا تقدم وَهُوَ الَّذِي ارسل اخاه توران الْيمن فانقذ اهله من ظلم بني مهْدي جزاه الله خيرا وَكَانَت ايامه مباركة وَكَانَ مصير الْملك اليه من عَمه اسد الدّين شيركوه الَّذِي قتل شاور ممدوح عمَارَة الْمُقدم ذكره وَذَلِكَ فِي عشْرين من جمادي الاخرة سنة 564 وَتُوفِّي بِدِمَشْق بعد صَلَاة الصُّبْح يَوْم الابعاء سَابِع وَعشْرين صفر سنة 589 وَيُقَال انه مَاتَ مسموما من الشَّيْخ عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم عرف بِابْن الْمعلم وَكَانَت لَهُ مِنْهُ مكانة وَهُوَ الْمُلْتَزم لجَمِيع المخلاف بِمَال مَعْلُوم وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْكَرمِ والحلم وَكَانَ اصل بَلَده حدبة على وزن فعلة بِالْفَتْح والتحريك على الْقرب من جبلة وَله فِي جبلة دَار هُوَ الان مدرسة تعرف بالنجمية الْمدرسَة الْمَشْهُورَة
وَمن جملَة مَا حكى ان جمَاعَة من فُقَهَاء السحول قدمُوا عَلَيْهِ وراجعوه فِي ازالة مظْلمَة فتمنع عَن ذَلِك فاخذ بَعضهم نَعله بِيَدِهِ واقدم عَلَيْهِ يضْربهُ بهَا فَلم يزده على قَوْله يَكْفِي يَا فَقِيه أيكفي يَا فَقِيه فهم الغلمان بالبطش بالفقيه فزجرهم عَن ذَلِك وَلم يزل يستعطف الْفَقِيه حَتَّى سكن غَضَبه وَعمل لَهُ مَا سَأَلَهُ ثمَّ كرم شَرحه يطول مِنْهُ مَا اخبرني الثِّقَة عَن المقرى حميد مُؤذن جبلة وَكَانَ من اعيان الْبَلَد انه اخبره انه قدم عَلَيْهِم عيد عَرَفَة وهم على فرَاغ قَالَ فضقت من ذَلِك فَقلت النَّاس يصفونَ ابْن الْمعلم بِالْكَرمِ فانا اقصده لهَذَا العَبْد انْظُر كرمه فَكتبت اليه ورقة اسأله عشرَة اذهاب ذرة وَخَمْسَة اذهاب بر فَهَذَا من الطَّعَام