فَكيف نصْنَع قَالَ ندخل الْمَسْجِد وَلَا نخرج حَتَّى تقضي الْحَاجة فَدَخَلُوا الْمَسْجِد واقاموا بِهِ ثَلَاثًا صياما فَفِي الْيَوْم الثَّالِث خرج دحمل فِي السحر ونادى على طَرِيق الولة يَا سُلْطَان السَّمَاء اكف الْمُسلمين حَال سُلْطَان الأَرْض فَقَالَ لَهُ اصحابه اسْكُتْ إسكت فَقَالَ قضيت الْحَاجة وَحقّ المعبود سَمِعت قَارِئًا يقرئ قضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفيتان وَيُقَال ان اُحْدُ الْجَمَاعَة خرج سحرًا الْيَوْم الثَّالِث فَذكر الله تَعَالَى وَقَالَ لأَصْحَابه ابشروا فقد قضيت الْحَاجة فَقَالُوا وَبِمَ علمت ذَلِك قَالَ رايت السُّلْطَان بارزا وسهام تَأتيه من نواح شَتَّى واصابه بَعْضهَا فَوَقع مَيتا فَلَا تَشكوا بِمَوْتِهِ وَلما كَانَ وَقت الظّهْر يَوْم الاربعاء سادس وَعشْرين شَوَّال سنة 593 توفّي وَكَانَ المثمنون فِي انحاء الْيمن فحين بَلغهُمْ ذَلِك هربوا وَلم يعْتَمد ذَلِك ملك بعده وَيُقَال أَنه لما أحس بِالْمَوْتِ جعل يتقلقل وَيَقُول لَا اله الا الله مَا أُغني عني ماليه هلك عني سلطانية وَكَانَ مُدَّة ملكه على طَرِيق التَّقْرِيب سبع عشر سنة
وَقد ذكرت فِي غَالب كتابي هَذَا من عرض ذكره من فَقِيه اَوْ ذِي سُلْطَان وَقد عرض مَعَ ذكر توران ذكر أَخِيه صَلَاح الدّين وَهُوَ اعظم حَالا مِنْهُ فِي غَالب اموره كَانَ ملكا كَبِير الْقدر بِهِ اعاد الله على الْمُسلمين الشَّام من ايدي الافرنج وَفتح